تحليل الاسواق اليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
12سبتمبر 2023
حاولت أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء توسيع مكاسبها ووصلت إلى 1923.50 دولار للأونصة بسبب تراجع الدولار الأمريكي. لكن الأداء الإيجابي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية حطم هذه المكاسب وسرعان ما انخفضت الأسعار لتتداول حالياً عند 1912.60 دولار.
فقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ليتداول بالقرب من 104.60، لكنه يسعى لوقف هذه الخسائر على خلفية الأداء الإيجابي لعوائد السندات الأمريكية. فقد تحسن العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.30٪ في وقت كتابة هذا التقرير. مما يزيد الضغط السلبي على أسعار الذهب على المدى القريب والمتوسط.
وأعتقد أن البيانات الاقتصادية القوية في أغسطس مارست ضغطًا هابطاً على أسعار الذهب، فعلى الرغم من أن سوق العمل قد أظهر ضعفًا في الأسابيع القليلة الماضية، إلا أنه شهد مؤخرًا انتعاش مع صدور تقريرين قويين بما في ذلك مؤشر مديري المشتريات للخدمات ISM ومطالبات البطالة الأولية، وكلاهما تجاوز توقعات السوق. وطالما استمرت البيانات في عرض توقعات مختلطة، يمكن للمشاركين في السوق أن يتوقعوا مزيداً من رفع أسعار الفائدة.
ومن المرجح أن يراقب المستثمرون الإصدار القادم لبيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر أغسطس لأنه يحمل أهمية كبيرة قبل اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر. ومن رأيي تتمتع هذه البيانات بالقدرة على تقديم رؤى إضافية حول سيناريو التضخم في الولايات المتحدة، والذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على توقعات المستثمرين بشأن الدولار الأمريكي وبالتالي سيؤثر في تداولات الذهب.
فخلال الأسبوع الماضي أعرب صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي عن دعمهم القوي للحفاظ على سعر الفائدة الحالي في 20 سبتمبر. ويعود هذا الموقف إلى انخفاض التضخم وضعف سوق العمل، ومع ذلك قد تتراجع جاذبية أسعار الذهب تحسبًا لأداء قوي للدولار الأمريكيخلال نهاية الأسبوع الحال. ومن المتوقع أن يظل الدولار قويًا من خلال تسعير تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة بشكل أكثر فعالية، تزامناً مع صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الإيجابية من الولايات المتحدة.
ومن وجهة نظري كان المستثمرون يتوقعون احتمال رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال ما تبقى من العام الحالي، وأتوقع أن يحدث ذلك في اجتماعات نوفمبر أو ديسمبر، خاصة مع اللهجة الأكثر تشددًا للفيدرالي والتي لديها القدرة على تقييد الاحتمال الصاعد لأسعار الذهب مستقبلاً.