تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
21سبتمبر 2023
تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ 27 من مارس الفائت وصولاً إلى مستوى 1.22367 وذلك مع إعلان بنك إنكلترا لقراره بشأن سعر الفائدة. في ذات الوقت، وصل سعر اليورو مقابل الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى من يوليو الفائت وذلك عند 0.86940.
يأتي هذا التراجع الحاد للجنيه الإسترليني مقابل العملات الأجنبية بعد مفاجئة بنك إنكلترا للأسواق وذلك بقيامه بتثبيت سعر الفائدة في اجتماع لجنة السياسة النقدية اليوم. فيما كانت قد شهدت الأسواق انقساماً حول الخطوات المقبلة للبنك المركزي.
كنا قد شهدنا تباطؤاً ملحوظاً للتضخم خصوصاً بعد أرقام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر أغسطس التي شهدناها الأمس. حيث سجلت التضخم السنوي نمواً أقل من المتوقع عند 6.7% للقراءة الرئيسية و6.2% للقراءة الأساسية التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة وذلك مقارنة مع التوقعات البالغة 7% و6.8% على التوالي. يضاف إليها تقلص أعلى من المتوقع لأسعار مدخلات ومخرجات الإنتاج وذلك في القراءة السنوية لمؤشر أسعار المنتجين لشهر أغسطس.
إضافة إلى انحسار التضخم، أعتقد أن انحسار الأنشطة الاقتصادية قد جعل أعضاء لجنة السياسة النقدية أكثر حذراً بشأن رفع سعر الفائدة وذلك على الرغم من الحديث السابق حول الرفع بمرة أو مرتين لسعر الفائدة هذا العام. حيث كنا قد شهدنا سلبية للناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي واستمرار الانكماش في كل من أنشطة التصنيع والخدمات، أضف إلى ذلك التراجع الحاد الأخير الذي شهدناه في أسعار المنازل بمعدلات لم نشهدها من العام 2007 بالتزامن مع ارتفاع معدلات الرهن العقاري القياسية، وذلك وفق الأرقام التي قدمها Halifaxوالتي قدمت إشارات تحذيرية حول المخاطر التي تواجه السوق العقاري البريطاني.
كما أضافت التوقعات حول إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة لمرة أخرى هذا العام في اجتماعاته القادمة المزيد من الضغط على الجنيه الإسترليني وذلك بعد التوقعات الجديدة لأعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) حول مستويات أسعار الفائدة المتوقعة لهذا العام، وذلك بما يُعرف بمخطط النقاط (dot-plot).
أما في أسواق السندات، فقد استمرت عوائد السندات الحكومية البريطانية لأجل عامين في التراجعات الممتدة منذ يوم أمس بعد قرار سعر الفائدة وتقترب مجدداً من أدنى المستويات منذ أغسطس وذلك إلى مستوى 4.840%. أيضاً تراجعت عوائد السندات الحكومية لأجل عشر سنوات لتقترب مجدداً أيضاً من أدنى المستويات منذ يوليو الفائت وذلك عند 4.235%.
هذا التفاوت ما بين السياسات النقدية واتجاهات التضخم قد ساهم في توسيع الفجوة ما بين عوائد السندات الأمريكية والبريطانية. حيث اتسع الأمس الفرق بين عائد سندات الخزينة الأمريكية لأجل عامين والبريطانية لأجل عامين إلى أعلى مستوى منذ أبريل الفائت وذلك إلى 0.338% إضافة إلى الفرق بين عوائد السندات لأجل عشر أعوام إلى 0.200% وهو الأعلى منذ مارس الفائت. في حين قد يشكل اتساع هذه الفجوات المزيد من الضغط على الجنيه الإسترليني.