تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
22سبتمبر 2023
استكمل الين الياباني اليوم تراجعه بعد سلسلة الخسائر الممتدة منذ حوالي منتصف ليل الأمس. حيث وصل الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY) إلى مستوى قياسي جديد هذا العام عند 148.458 وهو الأعلى منذ نوفمبر من العام الفائت. فيما قد استكمل الدولار ين مكاسبه ووصل إلى 148.419 في ذروة ارتفاعات صباح اليوم بعد إعلان بنك اليابان لقراره بشأن السياسة النقدية.
جاء قرار بنك اليابان كما كان متوقعاً وذلك بالتمسك بالسياسة النقدية شديد التساهل وبالحفاظ على حدود عوائد السندات لأجل عشرة أعوام ضمن النطاق السابق الاسترشادي.
جاء على الرغم من عودة التضخم السنوي إلى النمو مجدداً. حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي (core CPI) نمواً بنسبة 3.1% في أغسطس الفائت على أساس سنوي وذلك أعلى من التوقعات البالغة 3.0%.
لكن أعتقد أن استمرار تدفق البيانات الاقتصادية السلبية قد يبقي بنك اليابان حذراً للغاية بشأن الانتقال إلى سياسة نقدية متشددة على الرغم من التضخم المرتفع. حيث كنا قد رأينا المزيد من الانكماش في أنشطة التصنيع مع قراء لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي عند أدنى المستويات منذ فبراير الفائت وذلك عند 48.6 والتي كانت أيضاً بعيدة عن التوقعات عند 49.9.كما رأينا نمواً أقل من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني. إضافة إلى تراجع ملحوظ بشكل أكبر من المتوقع للإنفاق الرأس المالي والإنتاج الصناعي وإنفاق الأسر إضافة إلى عودة الارتفاع إلى معدلات البطالة التي وصلت إلى 2.7% والعجز الكبير غير المتوقع للميزان التجاري في أغسطس الفائت.
أما حول التراجع المستمر في الين الياباني أمام العملات الرئيسية، فلا يبدو أن السلطات اليابانية مستعدة للتدخل في سوق الصرف الأجنبي لضبط تقلبات العملة الوطنية. حيث تحدث وزير المالية عن عدم الرغبة في التدخل ودعم الين الياباني وذلك تخوفاً من التقلبات التي تحصل نتيجة ذلك بما قد يعود بالمزيد من الضرر على التجارة الخارجية المتراجعة، وهو ما قد شهدناه فعلاً عبر عجز الميزان التجاري الذي بلغ مستوى 930 ملياراً في أغسطس الفائت وهو الأعلى منذ مايو الفائت.
في أسواق السندات، كنا قد شهدنا المزيد من المستويات القياسية لعوائد السندات اليابانية لأجل عشر سنوات التي بلغت مستوى 0.771% في ذروة ارتفاعات الأمس. إلا أن تلك الارتفاعات لم تستطع تقديم الدعم الكافي للين الياباني. إذ شهدنا المزيد من الارتفاعات القياسية لعوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر أعوام والتي بلغت أعلى المستويات التي لم نراها منذ العام 2007 عندما بلغت مستوى 4.509% وذلك خلال الجلسة الأسيوية فجر اليوم.
نتيجة لذلك، استمر الفرق بين عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام ومقابلتها اليابانية في الاتساع ليصل إلى أعلى المستويات هذا العام والتي لم نراها منذ نوفمبر من العام الفائت وذلك عند 3.751% وهو ما قد ساهم في تشكيل المزيد من الضغط على الين الياباني. إضافة إلى ذلك، فقد انعكس التطورات الأخير عبر تراجع عام في أسواق السندات الياباني وذلك مع بلوغ صندوق iShares Core Japan Government Bond ETF (2561)، والذي يتتبع أداء السندات الحكومية اليابانية، إلى أدنى المستويات منذ يناير الفائت.