تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
17أكتوبر 2023
يحاول اليورو التعافي اليوم أمام العملات الرئيسية بعد سلسلة الخسائر الممتدة طيلة صباح اليوم، فمن أدنى مستوياته خلال الجلسة، استطاع اليورو الارتفاع بنسبة 0.2% أمام الدولار الأمريكي ويصل إلى مستوى 1.05541 عند حوالي الساعة 9:15 صباحاً بتوقيت غرينيتش. في ذات التوقيت، فقد تمكن اليورو من الوصول إلى أعلى مستوى له أمام الجنيه الإسترليني منذ أكثر من عشرة أيام وذلك مع بلوغه مستوى 0.86776.
تأتي محاول اليورو للتعافي مع المزيد من الأرقام الاقتصادية الإيجابية من منطقة اليورو. حيث كنا قد شهدنا أعلى قراءة لمؤشر المعنويات الاقتصادية الصادر عن مركز البحوث الاقتصادية الأوربية (ZEW) لمنطقة اليورو وألمانيا منذ أبريل الفائت وذلك مع قراءة عند 2.3 و-1.1 لكل من الاقتصادين على التوالي عن شهر أكتوبر الجاري.
يبدو أن المستثمرين المؤسسيون يبدون المزيد من الثقة في قدرة الاقتصاد الأوروبية على الانتعاش في الأشهر المقبلة وذلك مع أول قراءة إيجابية لمؤشر ZEWمنذ أبريل. في ألمانيا أيضاً، على الرغم من القراءة السلبية للمؤشر إلا أنها قد تفوقت على التوقعات عند -9.3 وهي لا تزال بعيدة عن القراءات السلبية السابقة التي وصلت إلى -14.7 في يوليو الفائت.
فيما جاءت هذه الأرقام الإيجابية استكمالاً لسلسلة أُخرى من البيانات السابقة هذا الشهر. فقد شهدنا الأمس تسجيل فائض للميزان التجاري للشهر الثالث على التوالي وهو ما لم نشهده من العام 2021، حيث سجل فائضاً بحوالي من 6.7مليار يورو.كما قد سجلت منطقة اليورو أعلى نمو للإنتاج الصناعي منذ أبريل الفائت وذلك مع نمو بنسبة 0.6% خلال أغسطس. فيما يحاول قطاع الخدمات استكمال التعافي في عموم منطقة اليورو وذلك مع قراءات أفضل من المتوقع لمؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن HCOBلشهر سبتمبر الفائت. كذلك الأمر في قطاع التصنيع أيضاً لكن مع أرقام أقل لمعاناً، وذلك مع استمرار الانكماش في أنشطة التصنيع في ألمانيا بأكثر من التوقعات.
إلا أن التوقعات باستمرار التضخم المرتفع في الولايات المتحدة والحديث عن إمكانية بقاء معدلات الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من المتوقع خلال العام القادم، إلى جانب الصراع المتفاقم في الشرق الأوسط والمخاوف من اتساعه ليشمل دولاً أُخرى خارج الإقليم، قد يشكلان أهم العوامل الضاغطة على اليورو الذي يقع في مكان قريب من منطقة التعادل مع الدولار الأمريكي على الرغم من جملة الأرقام الاقتصادية الإيجابية.
كذلك الأمر مع توقعات التضخم في المملكة مع المتحدة. حيث شهدنا تحذير كبير الاقتصاديين في بنك إنكلترا من إمكانية بقاء معدلات الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم. ففي حين أن إمكانية رفع سعر الفائدة مجدداً من قبل البنك المركزي ليست قوية بما يكفي، إلا أن نمو الأجور، إضافة على استمرارا ارتفاع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي البريطاني مع قدوم الشتاء، قد يستمر في تشكيل الضغط على معدلات التضخم
تنعكس توقعات التضخم في الولايات المتحدة عبر المزيد من الارتفاعات في عوائد سندات الخزينة الأمريكية على الرغم من عدم ترجيح الأسواق لإمكانية رفع الفيدرالي سعر الفائدة لمرة أخيرة هذا العام. إلا أن الفوارق ما بين عوائد السندات عبر ضفتي الأطلسي آخذ في الارتفاع بشكل ملحوظ وهو ما قد يشكل المزيد من الضغط على اليورو. حيث بلغ الفرق بين عوائد سندات الخزينة الأمريكية لأجل عشر أعوام ومقابلتها في منطقة اليورو إلى 1.943% اليوم وهو أعلى مستوى لم نراه منذ نوفمبر من العام الفائت.