تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
24 نوفمبر 2023
تمكن اليورو من تحقيق بعض المكاسب الطفيفة أما الدولار الأمريكي صباح اليوم بنسبة 0.14% مع بلوغه مستوى 1.09207 في ذروة الارتفاعات عند حوالي الساعة 9:00 بتوقيت غرينيتش. أما مقابل الجنيه الإسترليني، فقد تكبد اليورو ذات الخسائر تقريباً في ذات التوقيت عندما بلغ مستوى 0.86870 وهذا المستوى يقع بالقرب قليلاً من أدنى المستويات منذ 7 من نوفمبر الحالي. في حين واصل اليورو أيضاً مكاسبه أمام الين الياباني ليصل إلى أعلى المستويات التي لم نراها منذ صباح يوم الاثنين عند مستوى 163.284.
جاءت مكاسب اليورو اليوم على الرغم من جملة من البيانات المختلطة للاقتصاد الألماني. فمن ناحية، فقد انكمش الاقتصاد الألماني خلال الربع الثالث بأسرع وتيرة منذ أكثر من سنتين. من ناحية أخرى، فقد استمرت معنويات أصحاب الأعمال بالارتفاع، وإن كان بشكل أقل قليلاً من المتوقع.
في التفاصيل، فقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بنسبة 0.4% خلال الربع الثالث مقارنة مع الربع نفسه من العام الفائت هو ما كان أعلى من التوقعات بانكماش بنسبة 0.3% والأعلى منذ الربع الأول منذ العام 2021. أما مقابل الربع الفائت من العام الجاري، فقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1% بما يتماشى مع التوقعات.
فيما جاء الضغط الأكبر على الاقتصاد من تراجع قطاعات امدادات الطاقة والتصنيع. فيما تعرض قطاع التصنيع بدوره للضغط مع التراجع إنتاج المركبات والقاطرات. إضافة إلى ذلك، فقد تراجع التجارة الخارجية على نحو ملحوظ أيضاً خلال الربع الأخير، وذلك مع تقلص بنسبة 0.8% و1.3% للصادرات والواردات على التوالي مقارنة مع الربع الفائت.
كما شهدنا تقلص الانفاق الاستهلاكي النهائي للأسر والحكومة بنسبة 2% و1.6% على التوالي مقارنة مع الربع الثالث من العام الفائت وذلك على ضوء الارتفاع في أسعار الطعام بالنسبة لأصحاب الاسر. فيما كان أحد أبرز أسباب تراجع الانفاق الحكومي خلال الربع الأخير بسبب تراجع الانفاق على لقاحات COVID-19مقارنة مع ما كان عليه خلال العام الفائت.
في المقابل من ذلك، فقد ساهمت قطاعات الخدمات وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي نمت بنسبة 2.1% على أساس سنوي، إضافة إلى الأنشطة العقارية والخدمات الأخرى في دعم الاقتصاد على الربع الأخير. إضافة إلى ذلك، فقد شهد سوق العمل أعلى مستويات التوظيف على الاطلاق مع حوالي 46 مليون شخص في عمله، وذلك بزيادة بنسبة 0.7%، أي بمقدار 337 ألف عامل جديد، خلال الربع الثالث بالمقارنة مع ما كان عليه في الربع الثالث من العام الفائت.
على الرغم من بيانات الناتج المحلي، والتي تبدو سلبيةً في محصلتها، فقد شهدنا زيادة في مستوى ثقة أصحاب الأعمال وتوقعاتهم الإيجابية حول صحة الاقتصاد الألماني للأشهر القادمة. حيث سجل مؤشر ifoلمناخ الأعمال أعلى قراءة له منذ يوليو الفائت وذلك عند 87.3 لشهر نوفمبر الجاري، وذلك ما كان دون التوقعات بقليل عند 87.5.
فيما جاء ارتفاع منسوب الثقة بدعم المعنويات الآخذة في التحسن لقطاعات التصنيع وخصوصاً للصناعات الحساسة لما يحدث في سوق الطاقة، وذلك إضافة إلى تحسن ملحوظ في القطاع التجاري. قطاع الانشاء قد شهد استمراراً لتدفق المعنويات الإيجابية وذلك على الرغم من بقاء المعنويات عند مستوى منخفض عموماً. في حين قطاع الخدمات أكثر سلبيةً في معنوياته وتوقعاته المستقبلية لكن باستثناء قطاعي السياحة والضيافة، وذلك وفق ما أشار إليه تقرير مركز الدراسات الاقتصادية (CES).
تأتي هذه الأرقام اليوم استمراراً لسلسة سابقة من البيانات والتقارير والتي، وإن كانت لا تزال تشير إلى استمرار وجود العديد من نقاط الضعف، إلى أنها أيضاً قد عززت التوقعات بقدرة الاقتصاد الألماني ومنطقة اليورو عموماً على التعافي والعودة إلى النمو. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشارت أرقام مديري المشتريات التصنيعية والخدمية، لألمانية ومنطقة اليورو، إلى تراجع وتيرة الانكماش في الأنشطة والاقتراب شيئاً فشيئاً نحو النمو مجدداً. حيث جاءت القراءات الأولية الأربعة أعلى من التوقعات لشهر نوفمبر.
هذا الأسبوع أيضاً شهد تقرير مراجعة الاستقرار المالي الصادر عن المركز الأوروبي، والذي أشار إلى متانة النظام المصرفي في الإقليم على الرغم من بيئة الائتمان المتشددة والذي أكد أيضاً على دور متانة سوق العمل في دعم السلامة المالية. في حين تبقى المخاطر الصعودية للتضخم والتي تعززها المخاوف من ارتفاع أسعار الطاقة مجدداً نتيجة أي تفاقم محتمل للصراع في الشرق الأوسط من أبرز العوامل المهددة للسلامة المالية لاقتصاد المنطقة.
في أسواق السندات، فقد ساعدت جملة البيانات هذا الأسبوع على دعم الارتفاعات في عوائد السندات الحكومية الأوروبية لأجل عشرة أعوام إلى مستوى 2.663% اليوم وهو ما يمثل أعلى مستوى منذ عشرة أيام، ويأتي هذا بعد أن بلغت أدنى المستويات منذ أكثر من شهرين.