تحليل الاسواق اليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
27 نوفمبر 2023
تراجعت أسعار النفط الخام مع بداية تعاملات الأسبوع لتتداول حالياً بالقرب من 74.70 دولار للبرميل، كما تراجع خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل، تزامناً مع انتظار المستثمرين والأسواق اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) في وقت لاحق من هذا الأسبوع للتوصل إلى اتفاق لقرار خفض الإمدادات الطوعي حتى عام 2024.
ذلك بعد أن ارتفعت الأسعار قليلا خلال الأسبوع الماضي، وكان أول مكسب أسبوعي لهما في خمسة أسابيع، وكان ذلك بدعم من توقعات تُرجح أن السعودية وروسيا قد تمددان تخفيضات طوعية للإمدادات حتى أوائل 2024، وقد تناقش أوبك+ خططا لمزيد من التخفيضات. لكن ما لبثت أن تراجعت الأسعار في منتصف الأسبوع الماضي بعد أن أجلت مجموعة أوبك +، التي تضم روسيا، اجتماعًا وزاريًا إلى 30 نوفمبر بهدف تسوية التباين في أهداف الإنتاج في الدول الافريقية.
وعليه أعتقدإن معنويات السوق لا تزال سلبية بالنظر إلى الخلاف داخل أوبك + حول حصص الإنتاج، على الرغم من أنهم يتوقعون أن تقوم السعودية بتمديد خفضها الطوعي الإضافي بمقدار مليون برميل يوميًا إلى العام المقبل.فمن الواضح أن أسعار النفط الخام تتعرض لمزيدا من الضغوط الهابطة نظرا للفائض في المعروض خلال الربع الأول من 2024.
والآن قبل اجتماع أوبك+، انخفضت الصادرات المقدرة لدول أوبك+ إلى 1.3 مليون برميل يوميا دون مستويات أبريل بما يتماشى مع أهداف الإمدادات لمجموعة أوبك+.لذا لازلت أتوقع تمديد التخفيضات الأحادية من السعودية وروسيا حتى الربع الأول من عام 2024 على الأقل، في الوقت الذي قررت فيه الإمارات العربية المتحدة أن تزيد صادراتها من النفط الخام في أوائل العام المقبل مع بدء تفويض جديد لأوبك + وتحويل البراميل إلى السوق الدولية بسبب صيانة المصافي، مما سيتسبب في تعويض التخفيض الخاص بالسعودية وروسيا وبالتالي الحفاظ على الزخم الحالي للأسعار.
خاصة بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع فائضاً طفيفاً في أسواق النفط العالمية في عام 2024 حتى لو مددت دول أوبك + تخفيضاتها إلى العام المقبل.فمع هذه التوقعات سيكون هناك فائض بمقدار 0.9 مليون برميل يوميًا فقط العام المقبل، وأعتقد أنه سيتعين على أوبك + بذل المزيد من الجهود لضبط المعروض، أو على الأقل تثبيته لتخفيف مخاوف السوق من حدوث فائض كبير في أسواق النفط الخام العام المقبل مما سيزيد الضغط السلبي على الأسعار.
ومن الجدير بالذكر أن أسعار النفط الخام استقرت أيضا بعد تراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى.
ومن رأيي سيكون السيناريو الأساسي في أسواق النفط الآن متمثلاً في عدم اتخاذ إجراءات صارمة لدعم أسعار النفط من قبل المنظمات الدولية المسؤولة. وأرقام البيانات الأخيرة المخيبة للآمال الصادرة من الصين والتي كشفت أن التعافي الاقتصادي لن يحدث في عام 2023، مما يظهر جلياً إن الطلب المرتفع ليس موجوداً، مما سيؤدي إلى عامل ضغط سلبي إضافي على الأسواق.
وبالتزامن مع اجتماع أوبك+ يوم الخميس المقبل سيبدأ اجتماعCOP28 في دبي. في الوقت الذي تُسعر فيه السوق توقعات قرارات أوبك+ التي تُجمع على أنه حتى لو قامت أوبك+ بتمديد تخفيضات الإنتاج الحالية، فمن غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع في الأسعار. ويتعين على المنظمة أن تصدر استراتيجية كبيرة وجريئة حتى تستعيد مصداقيتها.