تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
6 ديسمبر 2023
تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.06% مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) وصولاً إلى مستوى 1.25893 عند حوالي الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت غرينيتش. إلا أن الجنيه قد استطاع تسجيل المزيد من المكاسب اليوم أمام اليورو وذلك مع تسجيل خسارة بنسبة 0.23% وبلوغ زوج اليورو باوند (EUR/GBP) مستوى 0.85535 في وقت سابق صباح اليوم وهو ما يمثل أدنى المستويات منذ ثلاثة أشهر وذلك قبل أن يعود الزوج للارتفاع مجدداً إلى مستوى 0.85699.
تأتي تحركات الجنيه اليوم مع المزيد من الضبابية حول صحة الاقتصاد البريطاني وقطاع الإسكان تحديداً إضافة إلى انتعاش عوائد السندات البريطانية بعد أن وصلت إلى أدنى المستويات لها سبعة أشهر.
حيث شهدنا اليوم نشر تقرير الاستقرار المالي والذي استعرض نظرة متباينة لأعضاء لجنة السياسة المالية في بنك إنكلترا حول سلامة الاقتصاد البريطاني عبر قطاعاته المختلفة.
في حين أكد التقرير على متانة النظام المصرفي، الذي تحدث على أنه يتمتع بمتانة رأس مال كافية لمواجه بيئة الائتمان المتشددة، والشركات في ظل أسعار الفائدة المرتفعة إلى أنه أكد أيضاً على جوانب الضعف والتي لا يبدو أنها قد تتجه إلى التحسن قريباً فيما يتعلق بقطاع الإسكان وذلك مع تزايد عبئ خدمة ديون الرهن العقاري على الأفراد مع المعدلات المرتفعة للغاية.
حيث أشار التقرير إلى أن عبئ خدمة الرهن العقاري سيستمر في الزيادة حتى إلى العام 2026 وذلك مع توقع بلوغ نسبة الانفاق على خدمة الدين إلى صافي الدخل إلى 9% مقارنة مع 6.8% في الربع الثاني من هذا العام.
كما أشار صناع السياسة النقدية في التقرير إلى أن أسعار الفائدة الحالية قد تستغرق وقتاً مطولاً لكي يتبلور أثرها في خفض التضخم. إلا أن بقاء المخاطر الصعودية لتضخم إلى جانب النظرة القاتمة حول مستقبل نمو الاقتصاد العالمي والمخاطر الجيوسياسية المحيطة والتي قد تؤدي بدورها إلى رفع أسعار السلع قد تشكل جميعها عوامل ضاغطة على سلامة الاقتصاد.
في المجمل، لم يخفي أعضاء لجنة السياسة النقدية قلقهم حول سوق الإسكان وقدرة الافراد على مواجهة معدلات الرهن العقاري المرتفعة.
تقرير الاستقرار المالي اليوم يأتي استكمالاً لسلة سابقة من البيانات والتي أشارت أيضاً إلى استمرار الضعف في السوق العقاري ككل وذلك مع التقلص الأكبر من المتوقع للشهر الثالث على التوالي لأنشطة الانشاء وذلك خلال نوفمبر الفائت.
حيث سجل مؤشر مديري المشتريات الانشائي قراءة عند 45.5 وهو ما كان دون التوقعات عند 46.7 وذلك وفق تقريرS&P Globalعن شهر نوفمبر الفائت. فيما أن التقرير أشار إلى المزيد من امتدادات أزمة السوق العقاري أيضاً.
حيث أن تراجع الأنشطة كان مع تراجع انشاءات المنازل السكنية وذلك مع ارتفاع تكلفة الاقتراض بالتزامن مع تراجع الطلب على المساكن.
كما أن تراجع الطلب على الإسكان قد ساهم في دفع أسعار مدخلات البناء إلى أدنى المستويات منذ 14 عاماً إضافة إلى الأداء السيء للتوظيف الذي تراجع لأول مرة منذ عشرة أشهر وأنشطة الهندسة المدنية التي تراجعت لأدنى مستوى منذ منتصف العام الفائت.
كما شكل تراجع عوائد السندات المزيد من الضغط على الجنيه اليوم والتي يبدو أن تعكس التفاؤل باتجاه بنك إنكلترا إلى خفض معدلات الفائدة في وقت ما من العام القادم وذلك بالتزامن مع النظرة القاتمة حول مستقبل النمو. حيث تراجعت عوائد السندات الحكومية البريطانية لأجل عشرة أعوام إلى مستوى 4.005% وهو ما يمثل أدنى المستويات من مايو الفائت.
كما أن فجوة العائدة ما بين سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام ومقابلتها البريطانية أخذة في الارتفاع اليوم لأعلى مستوى منذ أسبوع وذلك على الرغم من ترقب الاسواء للمزيد من البيانات التي قد تعزز التوقعات بانتهاء الفيدرالي من رفع سعر الفائدة.