نشر موقع “الاقتصاد والأعمال” الالكتروني تحقيقاً حول “الغاز في غزة” والدور الذي يلعبه في الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث خلص إلى أنّ الربط بين عملية “طوفان الأقصى” و”غاز غزة” هو أمر مضخم ومبالغ به إعلامياً.
التحقيق أشار إلى أنّه منذ تصاعد لهيب الحرب ، كثرت الأحاديث عن حقول الغاز الواقعة قبالة ساحل غزة، حيث تصدّر “غاز غزّة” واجهة المشهد من جديد، لا سيما مع تمدّد أهداف إسرائيل واستراتيجياتها التوسعية. إذ تصاعدت الموجات المُحذّرة من هدف إسرائيل السري وراء حربها على غزّة والمتمثل في السيطرة على الثروة الغازية للقطاع من أجل زيادة الاحتياطيات وتحسين خطط تصدير الغاز لديها والأهم تعزيز فرصتها في السيطرة على مصدر الغاز شمال وشرق البحر المتوسط وتأكيد قوّة دورها في صناعة غاز المتوسط.
في مقابل ذلك، ترى بعض المصادر المطلعة على تطورات ملف الغاز في الشرق الأوسط أنّ حصر دوافع الحرب الاسرائيلية فقط وراء الاستيلاء على غاز غزّة هو أمر مُعقّد ومُضخم، على اعتبار أنّ حركة حماس هي من استخدمت عنصر المفاجأة و باغتت الاسرائيليين بتوقيت ونوعيّة عملية “طوفان الأقصى”. هذا فضلاً عن أن “غزة مارين” هو أصغر حقل غاز في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط بالمقارنة مع الحقول المستكشفة الأخرى بمخزون يقدّر بنحو 1.4 تريليون “قدم مكعب” وليس “متر مكعب” وبحصّة تبلغ 27.5 في المئة لصندوق الاستثمار الفلسطيني فقط. بالإضافة إلى أنّ اسرائيل تمتلك أيضاً حصّة من الغاز الموجود في السواحل الفلسطينية تحديداً الحقل الحدودي (Border Field) والذي يعتبر امتداداً لحقل “Noa South” الواقع في المياه الإقليمية الإسرائيلية.
غير أنّ وجهة النظر هذه لا تنفي تنامي الأطماع إسرائيل، لا سيما وأنّ مسألة السيادة على حقول الغاز في غزة هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلى إسرائيل التي تسعى إلى بقائها خاضعة للكثير من الاعتبارات الأمنية والعسكرية. كما تولي أهمية خاصة لضمان أمن منشآت الغاز الطبيعي في البحر، وتعتبره من أولويات أمنها القومي؛ لكن الربط بين “الحرب” و”الغاز” هو أمر مبالغ به إعلامياً، وقد تكون هذه المقاربة الأكثر واقعية وفق المصادر عينها.
ففي العام 2014، قام الجيش الاسرائيلي بشنّ حرب على قطاع غزة حيث تم الإعلان حينذاك أنّ الهدف من العملية العسكرية هو وقف إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل، في حين اعتبرها البعض ذريعة اسرائيلية لبدء الغزو من أجل تحقيق هدف آخر لم يتم تسليط الضوء عليه ألا وهو السيطرة على موارد الغاز في غزّة. ليبقى السؤال عمّا إذا كانت إسرائيل تسعى من وراء حرب الـ2023 إلى الاستيلاء على غاز غزة، هو سؤال نهاية الحرب الذي ينتظر الإجابة الحاسمة.