تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
١٥ ديسمبر ٢٠٢٣
تراجع اليورو اليوم إلى أدنى مستوياته خلال الجلسة بعد الارتفاعات القوية هذا الأسبوع ويتراجع بأكثر من 0.3% ويصل إلى مستوى 1.09492 في أقصى تراجعات اليوم عند حوالي الساعة 8:45 صباحاً بتوقيت غرينيتش.
انعكاس مسار اليورو اليوم يأتي مع جملة أرقام مديري المشتريات المختلطة لاقتصادات منطقة اليورو والمزيد من الهبوط في عوائد السندات. حيث شهدنا اليوم القراءة الأولية لمؤشرات مديري المشتريات لكل من فرنسا وألمانيا ومنطقة اليورو الصادرة عن S&P Global.
ففي فرنسا، انكمشت أنشطة التصنيع بأعلى وتيرة منذ مايو من العام 2020 وذلك مع قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي عند 42 نقطة وهو ما كان دون التوقعات عند 43.3. أنشطة الخدمات أيضاً استمرت في التقلص وهذا المرة على نحو أكبر من المتوقع وذلك مع قراءة عند 44.3 مقارنة مع التوقعات عند 46.1.
أما في ألمانيا، كانت الأرقام أقل سوءاً على الرغم من استمرار تقلص الأنشطة الاقتصادية. إلا ان أنشطة التصنيع قد انكمشت بأبطأ وتيرة منذ مايو من العام الحالي وذلك مع قراءة عند 43.1 وهي ما كانت مسايرة للتوقعات. في حين أن أنشطة الخدمات استمرت في التقلص الأكبر من المتوقع وبأسرع وتيرة من أغسطس الفائت وذلك مع قراءة عند 48.4 وهي أقل مقارنة مع 49.9 كانت متوقعة.
عموم منطقة اليورو سجلت أرقام مشابهة تقريباً، حيث سجل مؤشري مديري المشتريات قراءات عند 44.2 و 48.1 لكل من التصنيعي والخدمي وهو ما كانت دوت التوقعات عند 44.5 و 49.0 أيضاً. في حين أن هذه الأرقام مع جملة أرقام الربع الرابع تمثل أسوء أداء للأنشطة الاقتصادية منذ 11 عاماً باستثناء تلك في زمن انتشار وباء COVID-19في العام 2020، وفقاً لتقرير S&P Global.
أشارت S&P Global في تقاريرها اليوم إلى التراجع الأنشطة كان مع اتجاه الشركات إلى تخفيف من نفقاتها وهو ما أدى إلى المزيد من التراجع في التوظيف وذلك في ظل الشح في الطلبيات الجديدة إضافة إلى النظرة القاتمة حول مستقبل اقتصاد المنطقة والتي تأتي بدورها بسبب أسعار الفائدة المرتفعة والمخاوف الجيوسياسية المحيطة كأحد أهم الأسباب.
استمرار هذا الاتجاه في تقلص الأنشطة الاقتصادية والتوظيف، على الرغم كونه أقل حدةً نسبياً مقارنة مع العديد من أشهر هذا العام، قد يشكل المزيد من الضغط على صناع السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي وتشجيعهم على خفض أسعار الفائدة في العام المقبل. إلا أن هذه الضغوط بدروها قد تصطدم مع المخاوف الصعودية للتضخم والتي قد تبقي المعدلات الحالية عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من المتوقع.
ساهم هبوط عوائد السندات لأدنى المستويات منذ مارس الفائت في تشكيل المزيد من الضغط على اليورو للتخلي عن مكاسب الأمس إضافة إلى الأرقام السلبية لليوم. حيث انخفاض العائد على السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام إلى 2.054% في أقصى تراجعات اليوم عند حوالي الساعة 9:20 صباحاً.