الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل سوق اليوم رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
19 ديسمبر ٢٠٢٣
يحاول سعر النفط الخام(WTI) توسيع مكاسبه لليوم الثاني على التوالي، حيث يحوم حول 73.10 دولار للبرميل في الساعات الأولى من بداية تعاملات اليوم الثلاثاء. وتتلقى الأسعار الدعم من الاضطرابات الجيوسياسية التي تؤثر على تكاليف التجارة والإمدادات، في أعقاب هجوم شنته جماعة الحوثي المسلحة على سفن تجارية بالقرب من اليمن.
حيث تم استهداف سفينة تجارية نرويجية يوم أمس الاثنين في البحر الأحمر، مما دفع شركة النفط البريطانية الكبرى بريتش بتروليوم إلى وقف جميع عمليات النقل عبر البحر الأحمر مؤقتًا. كما أن شركات الشحن الرائدة تفكر في تجنب قناة السويس حالياً، مما يزيد مخاوف قطع الامدادات وبالتالي يدعم أسعار النفط.
وعليه أعلن وزير الدفاع الأمريكي، أن واشنطن ستشكل تحالفًا مع وزراء دفاع المنطقة. ومن المقرر أن يشاركوا في محادثات افتراضية اليوم الثلاثاء لمواجهة التهديد الحوثي على الامدادات.
وأعتقد أن التخفيضات الممتدة بمقدار 50 ألف برميل يوميًا من روسيا لعبت دورًا في دعم وتعزيز أسعار النفط الخام. بالإضافة إلى ذلك، كشف مسؤولون أمريكيون يوم أمس عن جهودهم لحث شركات الشحن على تقديم المزيد من المعلومات حول تعاملاتهم مع النفط الروسي بهدف تعزيز إنفاذ العقوبات.
ومن وجهة نظري فإن أسعار النفط الخام توسعت في ارتفاعها لأربعة أيام متتالية، مدعومة بضعف الدولار الأمريكيبعد أن أنهى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة تشديد السياسة النقدية، مما يشير إلى اقتراب موعد تخفيض الفائدة في عام 2024 كما تُسعر الأسواق. ومع ذلك، فإن الهجوم على السفن المملوكة للنرويج وشركات شحن النفط التي تتجنب البحر الأحمر يؤثر بالفعل على أسعار النفط في الوقت الحالي.
وأعتقد إن الارتفاع في حدة المخاطر الجيوسياسية، والذي جاء في شكل أعمال عدائية منتظمة تجاه السفن التجارية في البحر الأحمر من قبل اليمنيين الحوثيين يلعب دوره الذي لا جدال فيه في ارتفاع أسعار النفط في المدى القريب والمتوسط. حيث يمر حوالي 15% من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا.
وفي هذه الأثناء، أعتقد أيضاً أن زيادة العرض خففت من ارتفاع النفط الخام لكن روسيا والمملكة العربية السعودية، اللتين مددتا تخفيضات إنتاج النفط الخام إلى الربع الأول من عام 2024، تدعمان أسعار النفط.
وأخيراً يجدر القول بأنه وعلى الرغم من احتمال انقطاع الإمدادات في البحر الأحمر بسبب الحوثيين في اليمن، فقد تعرضت أسعار النفط لضغوط في البداية، قبل أن تنعكس بشكل حاد في منتصف اليوم. حيث كان العامل المحفز وراء التغيير الحاد في المعنويات هو الأخبار التي تفيد بأن شركة بريتيش بتروليوم أصبحت أحدث شركة عالمية تعلن أنها ستوقف مؤقتًا جميع عمليات عبور الناقلات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر. ويبدو أن هذا قد أدى إلى تحيز صاعد طفيف إلى جانب احتمال أن يصبح التضخم أكثر صعوبة مع ارتفاع تكاليف التجارة عبر سلاسل التوريد.
التحليل الفني لـ سعر النفط الخام (WTI):
لا تزال توقعات النفط الخام غير مؤكدة بسبب التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة، ولكن نظرًا لموقع المتوسطات المتحركة اليومية (DMA) عند 77.70 دولار فوق سعر النفط الخام، وقد يضغط سلباً على الأسعار. وبخلاف ذلك، فإن المزيد من التصعيد في منطقة الشرق الأوسط قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى مخاوف تراجع انخفاض التضخم في جميع أنحاء العالم.
ويظهر الرسم البياني اليومي أن النفط الخام على أنه محايد إلى متحيز للهبوط، لكن قفزة اليوم ستمهد الطريق لنطاق تداول جديد ضمن منطقة 72.22 – 76.00 دولار. قبل اختبار المتوسط المتحرك 200 يوم (DMA) عند 77.72 دولارًا. ومن ناحية أخرى، فإن تحقيق إغلاق يومي دون أدنى مستوى شهري وصل اليه السعر في 16 نوفمبر عند 72.22 دولار أمريكي قد يدعم الانخفاض إلى مستويات 70.00 دولار، يليه أدنى مستوى في ديسمبر عند 67.74 دولار.
الرسم البياني لأسعار النفط الخام (WTI) – منصة –XS.com.
ومن ناحية أخرى قد تحصل أسعار النفط على بعض القوة، حيث أن السلع عموماً تكتسب المزيد من القوة مع تسعير المستثمرين لتصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة. حيث يعني خفض أسعار الفائدة المزيد من الإنفاق، والنمو، والإنتاج، والمزيد من الطلب على السلع الأساسية.
لذا فإن مستوى 74 دولار هو المقاومة الأولى التي تقف أمام صعود سعر النفط الخام. وبمجرد اختراقها سيستهدف المقاومة الرئيسية عند 77.70 دولار. حيث ان الاختراق والثبات أعلى المقاومة الرئيسية سيستهدف مستوى 84 دولار بمجرد أن يشهد سعر النفط إغلاق يومي فوق مستوى 80 دولار.
