تحليل سوق اليوم رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
٢١ ديسمبر ٢٠٢٣
انخفض سعر الذهب(XAU/USD) بشكل ضعيف إلى ما دون 2040 دولار وسط ترقب الأسواق لبيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي(PCE) في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر، والتي سيتم إصدارها يوم غد الجمعة. ومن المتوقع أن تنخفض بيانات التضخم الأساسية بشكل أكبر وسط ارتفاع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وعلى الرغم من تحذيرات المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي من أن البنك المركزي يركز حاليًا على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة لضمان عودة التضخم إلى 2٪، فإن المستثمرين يميلون لاستثمارات الذهب بسبب التفاؤل بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2024. من خلال تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي في إعلان السياسة النقدية الأسبوع الماضي، حيث يرى رئيس بنك أتلانتا الفيدرالي رافائيل بوستيك تخفيضين فقط في أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
ومع اقتراب دخول عام 2024 أتوقع أن يبقى سعر الذهب أعلى مستويات 2000 دولار في المدى القصير، على الرغم من أن الارتفاع الأخير في الأسعار يبدو مبالغًا فيه. وأعتقد أن الفيدرالي سيبقي الفائدة عند معدلاتها الحالية حتى انتهاء النصف الأول من عام 2024 ثم سيقوم بتخفيض سعر الفائدة بمقدار 50 الى 100 نقطة، وهو ما سيكون سلبيًا على سعر الذهب. لذا فإن الاتجاه الصاعد سيتوقف على الذهب في المدى القريب.
ومن الجدير بالذكر أن توقعاتي الصاعدة طويلة المدى للذهب تتوقف على عدة محركات، أبرزها عندما يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، مما سيقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يدر عائدًا. غير أنني أتوقع أن تبقى المخاطر الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية مرتفعة في عام 2024 وهذا يدعم سعر الذهب كملاذ آمن.
أيضاً ستؤدي الانتخابات الأمريكية المقبلة إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن السياسات النقدية المستقبلية، وبالتالي فأن احتمالات تباطؤ النمو الاقتصادي قد تشجع المستثمرين على تنويع محافظهم الاستثمارية عن طريق إضافة استثمارات الذهب. كما ستستمر مشتريات البنوك المركزية من سبائك الذهب، وأتوقع أن تبلغ مشتريات البنك المركزي الأمريكي حوالي 820 طن وربما أكثر، مما سيدعم إيجابية الأسعار.
وفي النهاية يبدو لي أن التجار مترددون في وضع مراكز اتجاهية قوية على الذهب ويختارون الانتظار وترقب حركة الأسواق تزامناً مع إصدار مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي وهو مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة يوم غد الجمعة.
فمن المفترض أن تؤثر قراءة التضخم الرئيسية على قرارات السياسة المستقبلية لبنك الفيدرالي وتدفع الدولار الأمريكي للخروج من المنطقة السعرية الحرجة بين 102.20 و103.40 نقطة صعوداً أو هبوطاً، مما سيوفر زخمًا جديدًا لسعر الذهب. مع إمكانية القيام بتداولات قصيرة الأمد لحين صدور البيانات الاقتصادية المنتظرة