البيانات الإيجابية لقطاع الخدمات وانتعاش عوائد السندات تدعمان اليورو اليوم

تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com

٤ يناير ٢٠٢٤

تمكن اليورو من الانتعاش بنسبة 0.3% صباح اليوم أمام الدولار الأمريكي ووصل إلى مستوى 1.09724 في ذروة الارتفاعات. إلا أنه قد تراجع بشكل طفيف أمام الجنيه الإسترليني (EUR/GBP) اليوم ولا يزال يحاول التماسك وذلك بعد الخسائر التي تكبدها يوم اليومين الفائتين.

جاءت مكاسب اليورو مع القراءات الإيجابية لمؤشرات مديري المشتريات الخدمي إضافة إلى انتعاش عوائد سندات في منطقة اليورو.

حيث شهدنا اليوم القراءة النهائية لمؤشرات مديري المشتريات الخدمي الصادرة عن S&P Global لشهر ديسمبر الفائت. أشارت تلك القراءات إلى استمرار تقلص أنشطة الخدمات في معظم دول الإقليم والمنطقة ككل، إلا أن هذه الانكماش كان أقل من المتوقع.

في ألمانيا، تقترب أنشطة الخدمات مجدداً من العودة إلى التماسك والتوقف عن التقلص وذلك مع قراءة عند 49.3 وهي ما كانت أعلى بقليل من المتوقع عند 48.4.

في حين لا يزال قطاع الخدمات في ألمانيا لا يزال يتعرض للمزيد من الضغوط بسبب الأسعار المرتفعة والتوتر السياسي وعدم اليقين تجاه مستقبل الاقتصاد إضافة إلى ظروف الائتمان المتشددة، بحسب المسح الذي أجرته S&P Global.

هذه العوامل بدورها أدت إلى المزيد من الضعف في سوق العمل جراء استمرار تسريح العمالة نتيجة ضعف الطلب في القطاع من جهة وارتفاع تكاليف الأجور من جهة أخرى، وفق التقرير أيضاً.

أما من جانب الطلب، فقد استمر التراجع في الأعمال الجديد للشهر السادس على التوالي وذلك مع حالة عدم اليقين تجاه الواقع السياسي والمخاوف الجيوسياسية المحيطة.

أما في فرنسا فقد شهدنا أبطء وتيرة لانكماش أنشطة الخدمات منذ أغسطس الفائت وذلك مع قراءة عند 45.7 وهي أعلى مقارنة مع التوقعات عند 44.3.

فيما استمر قطاع الخدمات في فرنسا من المعاناة من ظروف الطلب الضعيفة وذلك نتيجة الأسعار المرتفعة وتراجع مخرجات العملاء إضافة إلى تأثير الفيضانات الأخيرة في بعض الأعمال. في حين شهدت الثقة في الأعمال ارتفاعاً لأعلى مستوى منذ أربعة أشهر.

ما كان من الملحوظ اليوم هو استمرار قطاع الخدمات في النمو للشهر الرابع على التوالي في اسبانيا وبأسرع وتيرة من يوليو الفائت. حيث سجل مديري المشتريات الخدمي قراءة عند 51.5 والتي جاء بالقرب قليلاً من التوقعات. جاء هذا الانتعاش المستمر مع المزيد من النمو للأعمال الجديدة وهو ما أدى بدوره إلى زيادة التوظيف في القطاع وذلك بالتزامن مع استمرار المعنويات الإيجابية حول مستقبل الأعمال.

أما في عموم منطقة اليورو، فقد سجلت أنشطة الخدمات الأداء الأقل سوءاً منذ يوليو الفائت وذلك مع قراءة عند 48.8 وهي التي كانت أعلى قليلاً من التوقعات عند 48.1. كذلك سجل مديري المشتريات المركب قراءة أعلى من التوقعات عند 47.6 أيضاً. في حين أن الطلب على السلع والخدمات والتوظيف استمرا في التراجع. إلا أن الثقة في نمو الأعمال استمرت في التحسن ووصلت إلى أعلى مستوى منذ سبعة أشهر.

تتماشى هذه الأرقام لليوم مع الأرقام المسوحات التي شهدنا طيلة الأربع أشهر الفائتة والتي أشارت بدورها إلى استمرار هشاشة اقتصاد المنطقة. في ذات الوقت لا زلنا نرى استمرار تراجع المعنويات السلبية على نحو ملحوظ. يتزامن ذلك مع اتجاه الاقتصاد نحو خفض الانكماش والاتجاه نحو استعادة النمو، والذي لا يبدو قريباً حتى الأن.

في حين أن المخاطر الصعودية للتضخم والتي عادة إلى الواجهة مجدداً مع تصاعد الأعمال العسكرية في الشرق الأوسط وانتقال تأثيرها شيئاً فشيئاً إلى اقتصادات منطقة اليورو. هذا بدوره قد يشجع البنك المركزي الأوروبي على الاحتفاظ بمعدلات الفائدة الحالية المرتفعة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من المتوقع وهو ما قد يشكل بدوره المزيد من الضغط على أنشطة الخدمات (وباقي الانشطة) ومنعها من استعادة النمو في المستقبل القريب.

ليس بعيداً عن الاقليم، فقد جاءت خسائر اليورو أمام الجنيه الإسترليني مع بعض الأرقام الإيجابية من المملكة المتحدة اليوم. حيث نمت أنشطة الخدمات بأسرع وتيرة منذ ستة أشهر وذلك أيضاً قد تكون استمرت في النمو للشهر الرابع على التوالي.

سجل مديري المشتريات الخدمي الصادر عن S&P Global قراءة عند 53.4 لشهر ديسمبر وهي ما كانت أعلى من التوقعات عند 52.7. في حين أن هذا النمو يعزى إلى الانتعاش في الطلب خصوصاً في الشركات التكنولوجيا والخدمات المالية إضافة إلى الترفيه والضيافة. في المقابل، لا يزال التوظيف خافتاً في القطاع نتيجة ارتفاع تكاليف الأجور.

إضافة إلى ذلك، فقد شهد السوق العقاري بعض العلامات الإيجابية اليوم وذلك مع ارتفاع موافقات الرهن العقاري للشهر الثالث على التوالي إلى أعلى مستوى منذ يوليو الفائت عند أكثر من 50 ألف طلباً وهي ما كانت أعلى من التوقعات عند 48.5 ألفاً.

يأتي هذا النمو المستمر على الرغم من الضعف في الطلب في السوق العقاري وسوق الإسكان تحديداً وذلك في ظل معدلات الرهن العقاري المرتفعة للغاية والتي قد تستمر في الارتفاع مطولاً. فيما أن استمرار ارتفاع الطلب في هذا السوق في الارتفاع قد يستمر في تعزيز السلامة المالية في الاقتصاد. إذ حذر مسؤولو بنك إنكلترا من هشاشة هذا القطاع والتأثير المحتمل له على متانة النظام المصرفي، وذلك في تقرير مراجعة الاستقرار المالي في شهر ديسمبر الفائت.

في القطاع المالي أيضاً، فقد سجل صافي الائتمان الممنوح للمستهلكين نمواً للشهر الثاني على التوالي وذلك بمقدار 2 مليار جنيهاً في ديسمبر الفائت. قد يعكس الاتجاه المستمر لنمو الائتمان الاستهلاكي عودة معنويات المستهلكين تجاه مستقبل النمو الاقتصادي.

في المقابل، هذه الأرقام الإيجابية ان استمرت في التدفق والتغلب على التوقعات قد تشجع صناع السياسية النقدية بدورهم على التمسك بحديثهم المستمر حول إبقاء المعدلات الحالية عند مستوياتها مطولاً. ذلك قد يأتي مع استمرار التحسن في أحد أكثر القطاعات هشاشةً، أي السوق العقاري.

على الجانب الأخر للأطلسي، فقد يتعرض اليورو إلى بعض الضغط اليوم مع الارتفاع المتوقع لأرقام التوظيف غير الزراعي الصادرة عند ADPوالتي يتوقع أن تصل إلى 120 ألف وظيفة قد تمت إضافتها خلال ديسمبر الفائت وذلك صعوداً من 103 ألفاً في نوفمبر.

في أسواق السندات، فقد ساهم انتعاش عوائد سندات منطقة اليورو في دعم عملة الإقليم وذلك على الرغم من البداية السيئة لجلسة اليوم. كما استطاع اليورو التقدم اليوم على الرغم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة في ذات التوقيت.

بعد أن وصل العائد على السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام إلى أدنى مستوى هذا الأسبوع عند 1.975%، عاد وارتفع إلى حوالي 2.080% بعد الساعة 10:30 صباحاً. في حين سجلت عوائد سندات باقي دول المنطقة أداءً مشابهاً أيضاً.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يحاول التقدم مستفيداً من البيانات الضعيفة والنشاط المنخفض لسوق العقود الأجلة

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تحاول أسعار الذهب الفورية التقدم بشكل طفيف ...

النفط يميل إلى الارتفاع الطفيف وسط النشاط الضعيف للعقود الآجلة

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com ترتفع أسعار النفط اليوم بقرابة 0.9% و0.5% ...

التكنولوجيا القديمة لن تعيق تحقيق مكاسب من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم

دراسة “إيتون” الجديدة شملت أكثر من 120 صانع قرار في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة ...