تحليل الاسواق اليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
17يناير 2024
انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.19% حيث بدأ تعاملات اليوم الأربعاء عند 16853.50 دولار ليصل الآن عند 16710 دولار، كما خسر مؤشر داو جونز نسبة أكبر بحوالي 0.62%، حيث شهدت سندات الخزانة لأجل عامين حتى 30 عامًا ارتفاعًا في عوائدها بأكثر من 2% اليوم. كما واصل سهمBoeing (BA) قيادة السوق للانخفاض مع ظهور المزيد من الأخبار بشأن طائرتيBoeing اللتين اصطدمتا في مطار أوهير في شيكاغو.
أيضاً انخفض مؤشر S&P 500بنسبة 0.37٪ بعد أن أظهر مؤشر التصنيع Empire Stateفي نيويورك لشهر يناير خسارة كبيرة، حيث وصل إلى مستوى لم نشهده منذ فترة الوباء قبل ما يقرب من أربع سنوات. وأعتقد أن البيانات الاقتصادية المثيرة لمخاوف الركود هي الدافع الرئيسي خلف الانخفاضات الحادة في سوق الأسهم الأمريكية.
جاء هذا تزامناً مع اصدار جولدمان ساكس ومورجان ستانلي نتائج الربع الرابع التي كانت متباينة قبل اغلاقات أمس الثلاثاء. وسيعلن عدد من البنوك الإقليمية الأخرى عن أرباحها هذا الأسبوع إلى جانب الشركات البارزة مثل شركة تايوان لأشباه الموصلات(TSM) وشركة ترافيلرز (TRV).
ومن وجهة نظري، تستمر الأحداث المتصاعدة في الشرق الأوسط في الضغط على السوق من خلال رفع أسعار النفط. فقد هاجم الحوثيون في اليمن سفينة شحن مملوكة للولايات المتحدة في خليج عدن بداية الأسبوع الحالي. وردت المملكة المتحدة والولايات المتحدة بوابل من الصواريخ على أهداف للحوثيين في اليمن، ثم قصفت إيران مباني في شمال العراق قالت إنها جزء من برنامج استخباراتي إسرائيلي. ويقول الحوثيون إنهم يردون على الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على غزة. لذا فإن تصاعد الأحداث هذا يتسبب في حالة من عدم اليقين في أسواق الأسهم ويصب في مصلحة أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والدولار.
ومؤخراً انخفض مؤشر التصنيع التابع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إمباير ستيت لشهر يناير إلى -43.7 مقارنة بتقديرات -5، وكانت هذه أدنى قراءة منذ مايو 2020 وأعتقد أنها إشارة إلى أن أداء الاقتصاد ربما يكون أسوأ مما كانت تعتقد الأسواق.
وبطبيعة الحال، فإن هذا المؤشر يقوم فقط بإظهار بيانات شركات التصنيع في ولاية نيويورك، وهي مجرد ولاية من الدولة. لكنه يأتي بعد أن أظهرت بيانات شهر ديسمبر أيضًا بمفاجأة كبيرة مؤخراً بشأن معدلات التضخم، مما يضغط على أسواق الأسهم ومؤشراتها سلبياً ويرفع حدة المخاوف بشأن الركود الاقتصادي.
ومع ذلك، تترقب السوق بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي ستصدر اليوم الأربعاء. ومن المتوقع أن تظهر البيانات ارتفاع مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر بنسبة 0.4% على أساس شهري مقارنة مع 0.3% في نوفمبر. ومن المؤكد إن القراءة الإيجابية التي تتفوق على التوقعات من شأنها أن تزيد من التفاؤل الذي تقلص بسبب أرقام التصنيع الضعيفة مؤخراً.
وفي نفس الوقت شهد مزاد سندات الخزانة الأمريكية أمس تبادل أذون الخزانة لأجل 6 أشهر بعائد أقل من 5٪، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ 15 مايو 2023. لذا فإن انخفاض العائدات أمر ايجابي لسوق الأسهم، لكن ارتفاع العائدات طويلة الأجل سيطر على تحركات الأسواق وألغى هذا الأثر.
كما بدأت البنوك الكبرى موسم الأرباح يوم الجمعة الماضي. ومن المتوقع أن يكون موسم أرباح ضعيف مع زيادة أرباح شركات مؤشرS&P 500 بنسبة 1.3٪ فقط مقارنة بالعام الماضي. وأبلغ بنك جولدمان عن أن أرباح السهم الواحد(EPS) تبلغ 5.48 دولار، والتي تبين أنها أعلى من المتوقع بمقدار 1.55 دولار أو 39٪.
أيضاً ارتفعت إيرادات البنك الاستثماري الشهير بنسبة 7٪ مقارنة بالعام الماضي إلى 11.32 مليار دولار حيث أنهت وحدة إدارة الأصول والثروات في بنك جولدمان ساكس عامًا من النتائج الضعيفة في وضع تنافسي. وتجاوزت الإيرادات التوقعات بمقدار 360 مليون دولار.
وأخفق مورجان ستانلي في تحقيق هدف الربح بحوالي 17٪ في الربع الرابع. ويرجع ذلك إلى الغرامات القانونية والرسوم الأخرى التي تصل إلى 535 مليون دولار والتي تضاف إلى دخلها قبل خصم الضرائب. ومع ذلك، فقد تجاوزت الإيرادات البالغة 12.9 مليار دولار التوقعات بفارق ضئيل، وكان من الممكن أن تكون الأرباح إيجابية للغاية بدون هذه الاتهامات.
وفي يوم الخميس والجمعة، ستعلن المزيد من الشركات عن أرباحها، وأهمها شركة تايوان لأشباه الموصلات عن النتائج التي ستسلط الضوء على مجال شرائح الكمبيوتر بالكامل. ومن المتوقع أن تُسجل ربحية السهم المعدلة البالغة 1.37 دولار على مبيعات بقيمة 19.58 مليار دولار.مما سيتسبب في حدوث تذبذبات كبيرة وعنيفة في أسعار مؤشرات الأسهم الأمريكية على المدى القريب والمتوسط.