تحليل سوق العملات اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
23 يناير 2024
تحاول العملات المشفرة التقليل من الخسائر القاسية التي تعرضت لها مساء الأمس. فبعد أن بلغت البيتكوين حوالي 39,370 دولاراً، استطاعت التماسك قليلاً ولا تزال تقترب من مستوى 40،000 دولاراً.
جاء هبوط العملات المشفرة الأمس مع استمرار تسجيل التدفقات الخارجة الضخمة من الصناديق المتداولة للبيتكوين الفورية، بقيادة Grayscale Bitcoin Trust (GBTC)، وذلك بالتزامن مع غياب الأخبار المشجعة بما فيه الكفاية للسوق.
كما أدى هذا الهبوط إلى ثالث أكبر موجة لتصفية المراكز الشرائية للعملات المشفرة هذا العام وذلك بأكثر من 218 مليون دولاراً من المراكز التي تم تصفيتها الأمس، وذلك وفقاً للبيانات المقدمة من CoinGlass. فيما حاذت البيتكوين، كما العادة، على الحصة الأكبر من هذه التصفيات وذلك بحوالي 62 مليون دولاراً.
حيث سجل GBTCتدفقات خارجة بقيمة 640 مليون دولاراً الأمس لوحده. فيما يُعزى السبب لهذا الكم الضخم مع استمرار بورصة العملات المشفرة المفلسة، FTX، في تصفية أصولها. هذا الصندوق بدوره أيضاً لا يزال يعاني من نزوح المستثمرين منه وذلك إما جنياً للأرباح بعد الشراء سابقاً خصم كبير من صافي قيمة الأصول قبل تحويله إلى صندوق متداول أو الانتقال إلى صناديق أخرى أقل تكلفة بشكل جوهري.
جاء هذا النزوح الضخم للأموال بعد أسبوع شهد صافي تدفقات بحوالي 1.25 مليار دولاراً لمجمل الصناديق الفورية الأمريكية إضافة إلى حوالي 11.8 مليار دولاراً من حجم التداول، وذلك وفقاً للبيانات المقدمة من CoinShares. لكن في المحصلة فقد سجلت مجمل المنتجات الاستثمارية المرتبطة بالعملات المشفرة عالمياً تدفقات خارجة بحوالي 21 مليون دولاراً الأسبوع الفائت.
فيما سجلت الصناديق الجديد تدفقات داخلة بحوالي 4.13 مليار دولار مقابل 2.9 دولاراً من التدفقات الخارجة وذلك منذ إطلاقها.
الرؤية ضبابية إلى حد بعيد في سوق العملات المشفرة. فمن ناحية، على سبيل المثال، فقد أشار المتداول الشهير المنتقد للعملات المشفرة، Peter Schiff، إلى أن صناديق البيتكوين قد دخلت نطاق السوق الهابط وذلك بعد خسارتها لأكثر من 20% من أعلى مستوياتها. كما أشار Schiffفي وقت سابق إلى أنه ليس هناك لمشتري البيتكوين ما يعولون عليه بعد إطلاق تلك الصناديق.
من ناحية أخرى، فقد تكون التدفقات الخارجة من صناديق البيتكوين الفورية قد جاءت لأسباب (ذكرناها أعلاه) استثنائية ومؤقتة. فيما أن استثناء التدفقات الخارجة من GBTCيُعطي صورة إيجابية لحد ما، ومع تلاشي أثر تلك التدفقات واتساع قاعدة المستثمرين في تلك الصناديق فقد تعود المعنويات الإيجابية بالتدريج إلى السوق.
في كل الأحوال، نبقي عيناً على أداء صناديق البيتكوين خلال الأسابيع والأشهر القادمة لمحاولة قياس معنويات المستثمرين وما إذا كان يتخذون البيتكوين وصناديقها كوسيلة للمضاربة قصيرة الأجل فقط أم للاستثمار طويل الأجل.