تحليل الاسواق اليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
24 يناير 2024
انخفض سعر الذهب(XAU/USD) خلال التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء ليتداول عند 2025 دولار، حيث لا يزال السعر محصورًا في نطاق تداول ضيق، في حين يسعى المتداولون إلى معرفة المزيد بشأن توقيت بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. وهنا أعتقد أن التركيز سيبقى منصبًا على المفكرة الاقتصادية الأمريكية المهمة هذا الأسبوع، بدءًا من مؤشرات مديري المشتريات اليوم، يليها الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع يوم الخميس ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي(PCE) يوم الجمعة.والتي يمكن أن تُحدث تذبذبات سعرية عالية جداً وقت صدورها.
ومؤخراً قام المستثمرون بخفض توقعاتهم بشأن تيسير نقدي قريب من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في أعقاب البيانات التي أظهرت قوة الاقتصاد الأمريكي المرن. كما أكد العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي على الحاجة إلى مزيد من بيانات التضخم قبل إصدار أي حكم على أسعار الفائدة.
وهذا بدوره يساعد الدولار الأمريكي على الثبات فوق أعلى مستوى له منذ 13 ديسمبر والذي اخترقه امس عند 103.70 نقطة وهو عامل رئيسي يؤثر على سعر الذهب بشكل مباشر. غير إن التوترات الجيوسياسية، إلى جانب المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، يمكن أن تقدم الدعم لقوة ارتفاع الذهب الذي يعتبر ملاذًا آمنًا.
ومن وجهة نظري فقد أشارت البيانات الأمريكية الواردة مؤخراً إلى أن الاقتصاد في حالة جيدة مما يمنح الاحتياطي الفيدرالي مجالًا أكبر لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وهو ما يعمل بدوره بمثابة ضغط سلبي لسعر الذهب.وتشير توقعات السوق الحالية إلى وجود فرصة كبيرة لإجراء أول خفض لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في شهر مايو، والذي كان متوقعًا في شهر مارس.
وخلال الساعات الماضية قصفت القوات العسكرية الأمريكية 3 منشآت تستخدمها المقاومة الاسلامية في غرب العراق، في رد مباشر على سلسلة من الهجمات الأخيرة على مواقع وقواعد أمريكية، مما يزيد من خطر تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وهو عامل ايجابي لأسعار الذهب في المدى القريب والمتوسط.
ويبدو لي أن المستثمرين أيضًا مترددين في وضع توقعات اتجاه قوية ويفضلون الانتظار ومراقبة الأسواق قبل البيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية. حيث ستلعب هذه البيانات المهمة دورًا رئيسيًا في التأثير على توقعات السوق بشأن إجراءات السياسة المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي بدورها ستدفع الطلب على الدولار الأمريكي وتُضعف الزخم السعري على المدى القريب لسعر الذهب.