تحليل سوق اليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
29 يناير 2024
بعد أن سجلت أسعار النفط الخام أعلى افتتاح لها منذ أكثر من شهرين، عادت وانخفضت لما دون مستويات اغلاق الأسبوع الفائت وذلك نسبة 0.5% تقريباً لكلا الخامين. حيث انخفض سعر خام نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) من حوالي 79 دولاراً للبرميل عند الافتتاح، أي بمكاسب بحوالي 2.4%، إلى حوالي 77.65 عند الساعة 9:30 صباحاً بتوقيت غرينيتش تقريباً. في ذات التوقيت تراجع خام برنت من 83.88 دولاراً للبرميل عند الافتتاح إلى 82.50 تقريباً.
جاءت مكاسب أسعار الخام في البداية مع التفاعل مع التصعيد غير المسبوق في الشرق الأوسط بالهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن، إلا أن المخاوف حول صحة الاقتصاد الصيني يبدو أنها لا تزال تغييم على المعنويات.
كان تصعيد الأعمال العسكرية الأمس بما يتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها الولايات المتحدة وهو حياة جنودها ومواطنيها. هذا من شأنه أن يضع الإدارة الأمريكية أمام المزيد من الحرج في وقت حساس للغاية قبل الانتخابات الرئاسية هذا العام.
في حال اتخذت خطوات للرد فهذا من شأنه أن يولد المزيد من الأعمال الانتقامية المتبادلة في الإقليم وهو ما قد يؤدي يغذي المخاوف من خروج الصراع عن السيطرة وهو بالتالي ما قد يعمق المخاوف حول سلامة امدادات النفط. في المقابل، فقد تختار الإدارة الأمريكية احتواء التصعيد والقيام برد محدود وموضعي وذلك خوفاً من أن تدخل السباق الانتخابي مع المزيد من الضغط الداخلي لإنهاء الحروب المشتعلة.
في جميع الأحوال، يبدو أن أسواق النفط لا زالت تنظر على نحو قلق لمستقبل الطلب على النفط من الصين أكثر من أي عامل جيوسياسي آخر.
فيما شهدنا الأسبوع الفائت الحديث عن المزيد من الدعم المقدم للقطاع الخاص في الصين لتغذية الطلب إضافة إلى دعم سوق الأسهم المتراجع. في أشار الرئيس الصيني إلى أن التوجه سيكون لدعم اقتصاد أكثر صحة – مثل دعم القطاعات ذات القيمة العالية وأنشطة التصنيع المتقدمة – حتى وإن كان على حساب التضحية باستعادة سريعة للنمو الاقتصادي. بمعنى آخر، فإن حزم الدعم قد تستغرق وقتاً ليتبلور أثرها وتنعكس على شكل المزيد من النمو الاقتصادي والذي يسجل في السنوات الثلاثة الأخيرة أبطأ وتيرة منذ عقود.
ما قد يعزز التفاؤل في أسواق النفط أيضاً هو استمرار تسارع نمو الاقتصاد الأمريكي. هذا ما قد شهدنا عبر جملة أرقام الأسبوع الفائت، سواء عبر النمو الأقوى من المتوقع في الربع الرابع الأخير من العام الفائت أو تسارع نمو توسع أنشطة الخدمات والمصانع.
في المقابل، فإن استمرار انكماش الأنشطة الاقتصادية والمعنويات السلبية في منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، وهو ما قد شهدناه أيضاً عبر سلسلة بيانات الأسبوع الفائت الضعيفة، قد يستمران في الضغط على معنويات أسواق الطاقة وذلك نتيجة الطلب الضعيف عموماً.