تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
سجل النفط عبر كلا الخامين أدنى افتتاح مطلع الأسبوع الجديد من 15 من فبراير الفائت. فيما واصل النفط تراجعه بعد الافتتاح ليصل إلى مستوى 75.87 و81.03 دولاراً للبرميل لكل من خام نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) وبرنت على التوالي في أقصى التراجعات اليوم.
جاء الافتتاح السلبي لأسواق النفط مع عودة الآمل بتهدئة للصراع المشتعل في الشرق الأوسط وذلك مع العمل على صياغة تفاهم لوقف محتمل لوقف إطلاق النار وإن كان بشكل مؤقت وذلك على ضوء اجتماع الأطراف الفاعلة المحلية والدولية في باريس يوم السبت.
تتعدد الأسباب التي تدفع الأطراف المحلية والدولية للاتجاه نحو تهدئة الصراع. حيث قد لا ترغب الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة بتفاقم الصراع وخروجه عن السيطرة في الموسم الانتخابي المليء بالتحديات، كما أن امتداد فترة الصراع لوقت أطول ستستمر في إعاقة تدفق التجارة العالمية بشكل سلسل عبر البحر الأحمر بما قد يضر بمصر والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص.
علاوة على ذلك، فإن الفشل في احتواء هذا الصراع في وقت قريب قد يعني الاتجاه نحو السيناريو الأخر وهو عملية برية واسعة في رفح منتصف مارس المقبل وهذا ما قد يأخذنا نحو فصل جديد من هذا الصراع الدموي وهذا ما قد لا يرغبه المجتمع الدولي نظراً للعواقب الوخيمة التي قد تترتب عليه.
بعيداً عن الصراع، يبدو أن التشاؤم لا يزال مستمراً حول مستقبل الطلب على النفط من الاقتصاد الصيني وذلك مع عدم رضا الأسواق عن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الصينية على مختلف الجوانب لدعم الطلب الضعيف، بما فيها الخفض غير المتوقع لسعر الفائدة الأسبوع الفائت.
فيما نترقب في الجمعة القادمة قراءة شهر فبراير لمؤشرات مديري المشتريات التصنيعي والخدمي والتوقعات بالمزيد من الأداء الباهت. عليه، يجب أن تبرز هذه التقارير انتعاشاً ملحوظاً للطلب لكي تشبع رغبات الأسواق برؤية المزيد من الإشارات على توقف تباطؤ نمو الاقتصاد للبد الأكثر طلباً للنفط في العالم.
هذا الأسبوع أيضاً سيكون حافلاً بالبيانات من الاقتصاد الأمريكي أيضاً، وعلى العكس من الصين، فقد تكون البيانات الإيجابية على نحو أكبر من المتوقع أمراً غير سار لأسواق النفط. حيث أن المزيد من الأرقام التي ستشير إلى إمكانية أن يبقى التضخم مرتفعاً لفترة أطول من المتوقع قد تشكل عائقاً أمام أسعار النفط ذلك أن هذه الأرقام قد تقلص أمل الأسواق بالخفض المتوقع لسعر الفائدة في مايو الفائت وذلك بعد تبديد الأمل بخفض المعدلات في مارس بشكل كامل تقريباً.
حيث تراجعت إحتمالية أن يقوم الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 50% منذ الشهر إلى حوالي 18% فقط اليوم، وباتت الاحتمالية عند 2.5% فقط لمثل هذا الخفض في مارس المقبل، وفقاً لـ CME FedWatch Tool.