لِمُؤَسسات يُدار فِيهَا المال العام بشفافية َولا يعلو التَحَاصُصِ على الجدارة
شددت رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء المبيّض بساط خلال تكريم أقامتها لها الْحَرَكَة الثقافيَّة -انطلياس على أن “لا خلاص من دون استعادة الدولة (…) بِمَعنَى البِنَاءِ الْعَصرِيِّ لِمُؤَسَّسَاتٍ مُحَايِدَةٍ (…) لَا يَعلُو فِيهَا مَنطِقُ التَّحَاصُصِ عَلَى مَنطِقِ الْجَدَارَةِ ، َويُدَارُ فِيهَا المَالُ العَامُّ بِمَعَايِيرِ الشَّفَافِيَّةِ وَالحِرصِ وَالأَمَانَةِ، وتُنَادِي بِإِعدَادِ القَادَةِ لِتَوَلّي المَهَامّ”.
وتقدّم الحضور وزير التربية عبّاس الحلبي، ووزير العمل السابق كميل ابو سليمان، والنائبان ميشال معوّض والياس جرادة، وعضو المجلس الدستوري ميراي رزق الله، والمدير العام لرئاسة الجمهوريّة انطوان شقير، ورئيسة المجلس الأعلى للجمارك ريما مكّي، والمدير العام للدفاع المدني ريمون خطّار والمديرة العامة للتعاونيّات غلوريا ابي زيد والمديرة العامة لوزارة العدل سابقا القاضية ميسم نويري.
ووصفت عريفة الحفل امينة النشر والتواصل في الحركة السيّدة بريجيت كسّاب المكرَّمة بأنها “علم من اعلام الثقافة”، ولاحظت أنها “متمرّدة على كلّ ما هو خلافُ الحقيقة، هدفها الأسمى انماء الوطن، بناء المواطنة، محاربة الفساد والحرص أشدّ الحرص على المال العام”، مذكّرة بالسيرة الذاتيّة لبساط الحاصلة على شهادة الماجستير من الجامعة الاميركية في بيروت وشهادة في الادارة الاستراتيجية وتخطيط السياسات العامة من المملكة المتحدة، وشهادة دراسات قصيرة في القيادة من جامعة هارفرد – كلية كنيدي للعمل الحكومي.
الزين
وأشارت رئيسة المجلس الوطني للبحوث العلميّة الدكتورة تمارا الزين إلى أن بساط “من أعلام الإدارة العامة والشؤون التنموية سواء عبر المنصب الذي تشغله كرئيسة لمعهد باسل فليحان المالي والاقتصادي أو كنائبة لرئيس لجنة خبراء الأمم المتحّدة للخدمة العامّة، وهو انتخاب جاء تكريسا لدورها الفاعل في مجالات الإدارة والحوكمة والتنمية المستدامة.” وشرحت كيف ساهمت في تعزيز حضور المعهد الإقليمي والدولي.
ثم تحدثت عن انخراط بساط في ما سمّته “معركة القطاع العام”. وأكّدت الدكتورة الزين أن “مصير البلاد اليوم يعتمد على رجال ونساء الخدمة العامة، ومنهم لمياء، الذين لا يملكون من الموارد إلا القليل، بينما يحملون عبء تسيير المرافق العامة على عاتقهم، مدفوعين بحس الواجب الذي بات خلال هذه الأزمة مرادفا للتضحية والإيثار”.
وشدّدت أن المعركة الثانية، هي معركة المرأة “في زمن حكم التفاهة، وتكاثر خبراء الصدفة في العلوم والإقتصاد والمال والسياسة”، داعية إلى أن تكون مشاركة المرأة في القرار “فعليّة لا صورية، بما في ذلك مشاركة أوسع للنساء في السياسة ودوائر اتخاذ القرار على قاعدة استقلاليّة المرأة لتكون شريكة بالفعل، وليست خيالًا في الصورة، فيُحدث حضورها فرقا في السلوكيات محققا خرقا في مسار بلادنا الذي يتقن إعادة إنتاج الأزمات.”
واعتبرت الدكتورة الزين أن أم المعارك التي تخوضها المكرّمة هي “الوطن الذي يعيش تحت وطأة عدوان اسرائيلي جديد”.
شهادات في المكرّمة
بعد تقديم الدكتورة الزين كانت شهادات في المكرّمة للمدير المالي والاداري للمعهد غسان الزعنّي والمصوّر الصحافي نبيل اسماعيل، والسيّدة أسمهان الزين التي عددت انجازات بساط ودورها في دعم دور المرأة وتوثيق الصلات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني. وختام الشهادات كلمة الامين العام للحركة جورج أبي صالح الذي وصف بساط بأنّها “لبنانيّة، فقط لا غير، موظفة عند ربّ عمل واحد هو الدولة اللبنانيّة”.
بساط
وثمّنت بساط بادرة الْحَرَكَةُ الثَّقَافِيَّةُ-انطلياس مُعتبِرة أنّه “وِسَامُ شَرَفٍ أَسمَى مِن كُلّ الأَوسِمَة الرَّسمِيّةِ التي حصلت عليها لأصالته والقيم الوطنيّة التي تختزنها عاميّة انطلياس”. وقالت أن “التَكرِيمِ الحَقِيقِيِّ (…) هُوَ لِلعَمَلِ الرَّائِعِ الَّذِي يَقُومُ بِهِ مَعهد باسل فليحَان المالي وَالاقتِصَادِي مُنذُ أَكْثَرَ مِن سَبعَةٍ وَعِشرِينَ عَامًا، ولِرِسَالَتِهِ الَّتِي تَتَمَاهَى مَعَ آمَالِنَا بِبِنَاءِ دَولَةٍ قَادِرَةٍ، وَمع طُمُوحُهُ في أَن يُصبِحَ مِن كِبَارِ المَعَاهِدِ الحُكومِيّةِ المُتَخَصِّصَةِ فِي موَاضِيعِ إِدَارَةِ المَالِ العَام وَبِنَاءِ الدَّولَةِ، فِي لبنان وَالمِنطَقَةِ العَرَبِيّةِ”. واضافت أنه “تكريم لكلّ مَن آمَنَ بِالعِلمِ سَبِيلًا لِارتِقَاءِ العَمَلِ العَام”، مشيرة إلى “زَمِيلَاتٍ وَزُمَلَاءَ، مِنهُم مَن صَمَدَ وَمِنهُم مَن هُجّرَ، هم مِن أَصْحَابِ المَهَارةِ وَالأَمَانَةِ وَبُعد النَظَرِ، وهم َأكفَاءُ وصُّلَحَاءُ وشُّرَفَاءُ، وذَوُو قُدرَةِ عَلَى دِقَّةِ التَّصَرّفِ فِي إِدَارَةِ شُؤُونِ النَّاسِ وَالمَالِ الْعَام.”
وشاركت الحضور “الأسئلة الصعبة التي يسألها كلّ متمسّك بمؤسسات الدولة ومؤمن بأن لا خلاص من دون استعادتها”. ومما سألته: “هَل مِن مَنطِقٍ لِاسْتِمرَارِنَا؟ هَل يُرِيدُ اللُّبنَانِيُّونَ فِعلًا دَولَةً وَمُؤَسَّسَاتٍ؟ دَولَةٌ بِمَعنَى البِنَاءِ الْعَصرِيِّ لِمُؤَسَّسَاتٍ مُحَايِدَةٍ
مُتَجَاوِرَةٍ مَعَ هُمُومِ النّاسِ، كُلّ النّاسِ ، وَخُصُوصًا الأَكْثَرَ هَشَاشَةً . دَولَةٌ لَا يَعلُو فِيهَا مَنطِقُ التَّحَاصُصِ عَلَى مَنطِقِ الْجَدَارَةِ ، َيُدَارُ فِيهَا المَالُ العَامُّ بِمَعَايِيرِ الشَّفَافِيَّةِ وَالحِرصِ وَالأَمَانَةِ. دَولَةٌ تُنَادِي بِإِعدَادِ القَادَةِ لِتَوَلّي المَهَامِّ، وَتُقَدّمُ الصَالِحِ، وَتُجَازِي الفَاسِدِ، وَتَرتَقِي بِالعَقْدِ الِاجتِمَاعِيّ لِيُصبِحَ عَقدَ ثِقَةٍ مُتَبَادَلَةٍ مَعَ مُوَاطِنِيهَا. هَل يُرِيدُ اللُّبنَانِيُّونَ دَولَةً بِهَذَا المَعنَى؟ أَم دَولَةُ طَوائِفَ ومصالح يَصنَعُهونَها بِالتَّوَافُقِ ؟ من دون قادة ولا صُنّاعَ قَرارٍ.”