يشارك “مات أونيل” و”هيو مينه نغو” قصتهما الفريدة من الكشف والملاحقة، حيث يسعى الثنائي إلى تغيير الفهم العالمي لتهديدات الأمن السيبراني المتزايدة
من المقرر أن يجمع معرض ومؤتمر “جيسيك جلوبال 2024″، الحدث الأبرز للأمن السيبراني على صعيد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، عميل سابق من جهاز الخدمة السرية بالولايات المتحدة مع هاكر فيتنامي سابق تحول إلى متخصص في الأمن السيبراني، حيث يجتمعان للمرة الأولى بشكل شخصي للكشف عن تفاصيل عملية الملاحقة والهروب التي خاضها الثنائي والتي أدت في نهاية الأمر إلى إلقاء القبض على الهاكر الفيتنامي وإدانته.
كرس “مات أونيل”، العميل الحاصل على أوسمة عدة، حياته لمحاربة الجرائم الإلكترونية
عمل “مات أونيل”، العميل المتقاعد من جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة، كمدير إداري للعمليات السيبرانية، وقاد عمليات التحقيق السيبراني العالمية لجهاز الخدمة السرية إلى جانب عمليات الطب الشرعي الرقمي، والتتبع اللاسلكي المحمول، بالإضافة إلى توليه محفظة حماية الأنظمة الحرجة.
يمكن القول إن أكبر إنجاز في حياته المهنية هو قضية الهاكر “نغو” والتي شهدت قيام “أونيل” بتطوير خطة للإيقاع بهذا المخترق من خلال إخراجه من فيتنام نحو غوام، الأمر الذي أدى إلى إلقاء القبض عليه وإدانته بعدة أحكام، ما أسهم بعد ذلك إلى تقديم عدد لا يحصى من المخترقين الآخرين إلى العدالة نتيجة لشهادات “هيو” التي تلت الاعتقال.
كما يعتبر “مات أونيل” واحداً من أكثر العملاء حصولاً على الأوسمة في تاريخ جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة، بعد حصوله على جائزة العام لأفضل عميل خاص في جهاز الخدمة السرية بالولايات المتحدة، حصل على ميداليتين ذهبية وفضية من وزارة الأمن الوطني، من بين جوائز تكريم أخرى.
قصة “هيو مينه نغو” هي قصة التحول والخلاص والتعويض
كان “هيو مينه نغو”، الذي يعرف على نطاق واسع بشخصيته على الإنترنت باسم “هيو بي سي” (Hieu PC)، واحداً من أكثر قراصنة سرقة الهوية نشاطاً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث سرق وباع بيانات أكثر من 200 مليون أمريكي قبل اعتقاله في عام 2013.
قضى “هيو” سبع سنوات من عقوبة السجن البالغة 13 عاماً، وعاد بعد ذلك إلى فيتنام في عام 2020 وحوّل تركيزه نحو تحسين ممارسات الأمن السيبراني ومكافحة الاحتيال.
اهتمت بقصته العديد من شركات التكنولوجيا الرائدة، مثل عملاق التكنولوجيا “أبل” وشركة “فيرايزون” للاتصالات، اللتين احتفتا بعمل “هيو” في تحديد العيوب الأمنية في صناعة الأمن السيبراني العالمية وحلها.
جلسة تاريخية بين العميل والهاكر
تقام جلسة حوارية خلال معرض ومؤتمر “جيسيك جلوبال 2024″، والذي يعقد في الفترة بين 23 – 25 أبريل في مركز دبي التجاري العالمي، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الرجلان بشكل شخصي منذ أن حكم على “هيو” من قبل المحكمة الفيدرالية في عام 2015. وستقدم هذه الجلسة الحوارية نظرة معمقة على تحقيقات الجرائم الإلكترونية من منظور كل من الملاحِقين والهاربين. كما سيوفر المعرض منصة لـ”هيو” لمشاركة رحلة تحوله من هاكر مخترق إلى متخصص في الأمن السيبراني، وتسخير مهاراته ومعرفته بالجرائم الإلكترونية لمكافحة التهديدات المتطورة وتثقيف جيل جديد من المتخصصين في المجال الرقمي.
وتعليقاً على هذه الفرصة، قال “مات أونيل”، عميل الخدمة السرية الأمريكية الأسبق: “إنني أتطلع إلى مشاركة المزيد من خبرتي كعميل سابق في الخدمة السرية الأمريكية ومشاركتي في التحقيق في الجرائم الإلكترونية. توفر مشاركة النتائج حول ما يفعله المجرمون فعلياً – وكيف يفعلون ذلك – قدراً هائلاً من المعلومات القيّمة لخبراء الأمن السيبراني المكلفين بحماية الشبكات.
وأضاف: “أنا واثق من أن هذه الجلسة مع هيو ستوفر رؤية مذهلة حول الجرائم الإلكترونية ذات الدوافع المالية، فضلاً عن الحاجة إلى تطوير طرق جديدة لمشاركة المعلومات عبر الصناعة على نطاق واسع، وفي الوقت الفعلي، لتعطيل التطور المستمر للتهديدات السيبرانية”.
وقال “هيو مينه نغو”، اختصاصي الأمن السيبراني والمخترق المدان سابقاً: “إن رحلتي من التورط في الجرائم السيبرانية إلى أن أصبح مدافعاً عن الأمن السيبراني تشير إلى إمكانية النجاة والخلاص على نطاقٍ أوسع في هذه الصناعة. يُعد صعود هذه المنصة لإجراء حوار مع السيد مات أونيل لحظة تاريخية بالنسبة لي، وأنا متحمس لمشاركة المزيد حول شغفي الجديد بتعزيز مجتمع متمكن من محترفي الأمن السيبراني حول العالم.
وأضاف نغو: “إن صناعة الأمن السيبراني معقدة وتتطلب التعاون الذي يمتد إلى ما وراء حدود الدولة والشركات، بدءاً من تعليم الأطفال الصغار وصولاً لمعالجة صعود الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي المتنامي، وأعتقد أن معرض ومؤتمر جيسيك جلوبال سيوفر المنصة اللازمة لتحقيق ذلك”.
بالعودة إلى نسخته الثالثة عشرة التي حطمت الأرقام القياسية في الفترة من 23 إلى 25 أبريل 2024، سيرحب معرض ومؤتمر “جيسيك جلوبال 2024” بأكثر من 750 من أبرز الشركات العارضة في العالم، وفي مقدمتها “هواوي” و”هانيويل” و”دو” و”مايكروسوفت” و”غوغل كلاود سكيورتي” و”كاسبرسكي” إلى جانب كل من “كلاودفلير” و”كواليس” و”سباير سوليوشنز” و”بانتيرا” بالإضافة إلى أكثر من 350 متحدثاً رائداً في مجال أمن المعلومات و1000 مخترق أخلاقي من أكثر من 130 دولة، سيجتمعون معاً في أكبر حدث للأمن السيبراني وأكثره تأثيراً في الشرق الأوسط وأفريقيا.