أقام مركز المرأة في إدارة الأعمال، في كليّة سليمان العُلَيَّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت جلسة حوارية لعرض نتائج دراسة حول المرأة في القطاع الصناعي في لبنان كجزء من المرحلة الأولى من “مبادرة المرأة في الإدارة” بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وجمعية الصناعيين اللبنانيين. أكّد هذا الحدث على التزام المشاركين بزيادة عدد النساء في المناصب الإدارية في القطاع الصناعي اللبناني. كما هدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في دفع النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة، مع اقتراح طرق لمعالجة العوائق التي تواجهها في الوصول إلى البيئات الصناعية والازدهار فيها.
استهّل الحفل بكلمة الدكتورة ندى خدّاج صبح، مديرة المركز، التي سلطت الضوء على أهمية دور المرأة في كافة القطاعات الإقتصادية لنمو أي بلد. وأكدّت على أن المركز يهدف بالإضافة إلى البحث العلمي، إلى تطوير المرأة العاملة من خلال تنمية مهاراتها المهنية وكذلك مناصرة قضاياها المحقّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
رحّب عميد كليّة سليمان العُلَيَّان لإدارة الأعمال البروفسور يوسف صيداني بالحضور، مؤكّدا على “التزام كليّة سليمان العُلَيَّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت بدعم المرأة في قطاع الأعمال في كافة أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأكّد على الدعم الكامل لكافة المبادرات التي تساعد على نهضة المرأة في مجال الأعمال وعلى كافة المستويات المهنية.”
ثمّ كانت مداخلة المدير العام لجمعية الصناعيين اللبنانيين الأستاذ طلال حجازي معتبرا أنه من خلال التعاون الاستراتيجي مع منظمة العمل الدولية، تقود جمعية الصناعيين اللبنانيين عملية تمكين النساء الصناعيات في لبنان من خلال الاستفادة من الجهود الجماعية لفريق العمل النسائي لضمان نجاحهن وتأثيرهن في المشهد الصناعي.
وألقى كبير أخصائيي أنشطة أصحاب العمل في منظمة العمل الدولية خوسيه مانيول مدينا شيكا كلمة، عرّف فيها بالتفصيل عن دور منظمة العمل الدولية في مجال تطوير المرأة في عالم الأعمال في العالم عامة وفي لبنان خاصة قائلا، ” من جانب منظمة العمل الدولية، نحن نعمل مع جمعية الصناعيين اللبنانيين لزيادة عدد النساء في القطاع الصناعي كافة والمجالس الإدارية خاصة. فإطلاق فريق العمل النسائي اليوم والحملة التوعوية هما جهود محددة لجذب المزيد من النساء الصناعيات لتصبح عضوات في الجمعية، وتظهر النموذج الرائد للمنظمة والالتزام بالمضي في الطريق”.
بعدها قُدّم شرح لنتائج الدراسة المجراة من قبل مديرة المشروع في منظمة العمل الدولية ميليسا بدر حيث أطلعت الحاضرين والحاضرات على تفاصيل الدراسة مؤكدة أنه “وفقًا للاستطلاعات التي أجريت في منتصف عام 2023 بين أعضاء الرابطة، بلغت مشاركة المرأة في القوى العاملة 25%، أي أقل بقليل من متوسط منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البالغ 27%. وفيما يتعلق بالمناصب الإدارية، فإن تمثيل المرأة يتماشى مع التقديرات العالمية التي تتراوح بين 20-31%، حيث تشكل النساء 27% من الأدوار الإدارية.”
اختتمت الجلسة بلقاء حواري اداره خوسيه مانيول مدينا شيكا، مع المحاضرة في كليّة سليمان العُلَيَّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت والشريكة المؤسسة لشركة لاش لينا تنّير، ومالكة شركة مبتيكو ومديرتها المالية باتريسيا هاشم، والمديرة التنفيذية لشركة باندا بلاست رندلا قاسم.
وصرّحت المحاضرة في كليّة سليمان العُلَيَّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت والشريكة المؤسسة لشركة لاش لينا تنّير، “لقد انضممت إلى بيئة ريادة الأعمال من خلال بدء مشروعي الخاص لأنني أردت حقًا أن أطبق معرفتي. إيمانا مني بقدراتي العلمية والمهنية فبدأت مشروعي الخاص عام 2011، ومع ذلك، وكما هو الحال مع العديد من الشركات الأخرى التي تقودها النساء، واجهت تحديات تتعلق بشكل أساسي بالحصول على التمويل. لا يزال العثور على رأس المال اللازم لاستدامة المشاريع التجارية ونموها تحديًا بالنسبة لنا نحن النساء رغم تطوير العديد من الشبكات التي تقودها النساء لتسهيل وتوفير الوصول إلى التمويل لمواصلة تعزيز المشاريع التجارية للنساء.”
مالكة شركة مبتيكو ومديرتها المالية باتريسيا هاشم أضافت، “فخورة بأنني ضمن فريق عمل نسائي صناعي متفاني، فإننا نسعى جاهدين لإلهام وتمكين المرأة في الصناعة. نقوم مع جمعية الصناعيين اللبنانيين ومنظمة العمل الدولية بإعادة تشكيل المشهد الصناعي وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر شمولاً وإنصافًا معًا، ومن خلال التعاون والجهود الجماعية مع منظمة العمل الدولية.”
أما المديرة التنفيذية لشركة باندا بلاست رندلا قاسم فأكّدت، “كإمرأة وصناعية، أعتقد أن إدراج المرأة في الصناعة التحويلية أمر بالغ الأهمية ويوفر فرصا وفيرة. يجب أن نضمن أن الصناعة تتحرك في الاتجاه الأكثر فعالية. إن التعاون مع منظمات مرموقة مثل منظمة العمل الدولية وجمعية الصناعيين اللبنانيين يمكن أن يسهل حضور المرأة ليس فقط في مراكز صنع القرار ولكن أيضًا في الأدوار التشغيلية. معًا، يمكننا تهيئة بيئة تنافسية وتعزيز الحلول المبتكرة. علاوة على ذلك، أنا أشجّع ريادة الأعمال النسائية، حيث تمتلك النساء رؤى فريدة حول احتياجات السوق. وتضمن مشاركتهن حلولاً مخصصة تخدم بشكل فعال التركيبة السكانية المتنوعة للمستهلكين”.
أختتم اللقاء بالتعريف عن هدف وتطلعات جمعية الصناعيين اللبنانيين والتأكيد على التزامهم بالدعم الكامل للمرأة في القطاع الصناعي لإيمانهم انها الشريك الداعم دائما في المؤسسات الناجحة. ثم عرضت الدكتورة خدّاج-صبح الخطة القادمة بشأن الدراسة وكيفية المتابعة الحثيثة لدعم المرأة في لبنان، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كاملا.