تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
١ ابريل ٢٠٢٤
بدأ سعر الذهب تداولاته اليوم الاثنين(XAU/USD) بالقرب من أعلى مستوى جديد على الإطلاق عند حوالي 2265 دولار، حيث يترقب السوق أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية. بينما يتمسك الذهب بمكاسبه مع ميل التوقعات الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي نحو شهر يونيو لخفض أسعار الفائدة. بعد أن أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الجمعة الماضي على صحة الانخفاض في بيانات تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية لشهر فبراير حيث يبحث الفيدرالي عن دليل على تراجع ضغوط الأسعار إلى هدف 2٪.
ومن وجهة نظري فإن ارتفاع التوقعات بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، خاصة بعد فترة عامين من رفع أسعار الفائدة، يؤثر على عائدات الأصول التي تحمل فائدة مثل السندات الأمريكية. ويزيد من قيمة الاستثمار في الذهب.
إلا أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفعت بشكل طفيف من بداية اليوم. وسط تماسك مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) حول 104.50 نقطة. وهذا يعني أن الاتجاه الصعودي لا يزال محدود بسبب التوقعات القوية بخفض سعر الفائدة الفيدرالية، في حين أن عدم اليقين قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة وبيانات سوق العمل يحد من الاتجاه الهبوطي.
وعليه أعتقد أن سعر الذهب يتحول الى التداول بشكل جانبي بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بالقرب من 2260 دولار. فيما لايزال الطلب على الذهب مرتفعاً مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية حول العالم وارتفاع توقعات السوق بأن يبدأ الفيدرالي دورة خفض أسعار الفائدة قريباً.حيث يرى المتداولون فرصة بنسبة 68٪ للإعلان عن تخفيضات أسعار الفائدة في يونيو. كما ارتفعت التوقعات من 60٪ قبل إصدار بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية لشهر فبراير يوم الجمعة.
فبينما يبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي باول واثقًا من التقدم المحرز في تخفيف التضخم، فقد أقر بأن البنك لا يحتاج إلى الإسراع في خفض أسعار الفائدة مع قوة الاقتصاد وبيانات سوق العمل الحالية. وأكد الحاجة إلى رؤية المزيد من التقدم بشأن التضخم قبل خفض أسعار الفائدة ونبه إلى ضرورة توخي الحذر بشأن موعد تخفيضات أسعار الفائدة، مستشهداً بالظروف الاقتصادية وسوق العمل القوية.
ومن الجدير بالذكر هنا أن التضخم الأساسي الشهري والسنوي لنفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع بنسبة 0.3% و2.8% في فبراير كما هو متوقع. ومع ذلك، تم تعديل تقديرات شهر يناير بالزيادة إلى 0.5% على أساس شهري و2.9% على أساس سنوي من الزيادات المقدرة سابقًا بنسبة 0.4% و2.8% على التوالي.وبهذا يكون مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي وصل إلى أدنى مستوى له منذ عامين تقريبًا، مما يدعم توقعات خفض سعر الفائدةالحالية.
ومن وجهة نظري سيكون تقرير الوظائف غير الزراعية للولايات المتحدة لشهر مارس، والمقرر صدوره يوم الجمعة، هو الحدث الرئيسي الذي يجب مراقبته لأنه من المرجح أن يوفر المزيد من الوضوح حول متى يمكن أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة ، وما إذا كانت التخفيضات ستحدث فعلاً خلال هذا العام أم لا.
واليوم تترقب الأسواق بشدة أرقام مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISMالأمريكي لشهر مارس، ومن المتوقع أن ترتفع بيانات المصانع إلى 48.4 من 47.8 في فبراير، أي أقل من 50.0 أو للشهر السادس عشر على التوالي. حيث سيشير الرقم أقل من 50.0 إلى أن النشاط التجاري في قطاع التصنيع الأمريكي انكمش في هذه الفترة، وهذا لصالح الذهب وضد قوة الدولار.
وأعتقد أن الدولار الأمريكي لا زال قوياً، حيث بدأت الأسواق الربع الجديد من العام بتفاؤل، خاصة بعد أن تجاوزت بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي والخدماتي في الصين التوقعات في مارس. وأمس الأحد، قفز مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي في الصين إلى 50.8 في مارس، مقارنة مع انكماش 49.1 في فبراير وأعلى من التقديرات البالغة 49.9. وارتفع مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي إلى 53.3 في نفس الفترة مقابل 51.4 في فبراير. وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي Caixinالصيني إلى 51.1 في مارس يوم الاثنين، متجاوزًا التقديرات البالغة 51.0، مما يدل على انتعاش الاقتصاد الصيني وبالتالي يوفر الدعم لأسعار الذهب.
وبالنظر إلى المستقبل، ستكون بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية، المقرر صدورها يوم الجمعة، مهمة جداً للتوصل إلى موعد واضح لبدء خفض سعر الفائدة ، مما سيكون له تأثير كبير على قيمة الدولار الأمريكي وعلى اتجاه سعر الذهب.
لذا أعتقد أن عودة الأسواق في الولايات المتحدة بعد عطلة نهاية أسبوع عيد الفصح الطويلة قد تؤدي إلى بدء موجة من جني الأرباح في سعر الذهب، حيث تلجأ الأسواق إلى تعديل المراكز، تحسبًا لبيانات التوظيف الأمريكية، التي ستصدر تباعاً اعتبارًا من يوم الثلاثاء، مما سيؤثر حتماً على تسعير السوق لتوقعات خفض سعر الفائدة الفيدرالية، وبالتالي سيتأثر سعر الذهب الذي يستمد بعض القوة الحالية من ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية حول العالم.