تحليل الأسواق لليوم عن جورج خوري، المدير العالمي لقسم الابحاث والتعليم لدى CFI
١٦ آبريل ٢٠٢٤
يواصل اليوان سلسلة تراجعاته أمام الدولار، مع إعادة اختبار أدنى مستوى له الذي سجل في 22 مارس. فبالرغم من إعلان الصين عن بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي التي جاءت أقوى من المتوقع في الربع الأول من العام بنسبة 5.3%، والتي تجاوزت أرقام الربع المالي السابق (5.2%) والنسبة المتوقعة (5%)، لكن لا يزال اليوان قريبا من أدنى مستوياته خلال 5 أشهر. من المتوقع أن يحد هذا النمو القوي السلطات الصينية من مواصلة تيسير السياسة النقدية، مما قد يساهم في تعزيز قيمة اليوان، على الرغم من أن بيانات الإنتاج الصناعي ومؤشر مبيعات التجزئة في الصين لشهر مارس جاءت أقل من التوقعات. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض اليوان لضغوط متزايدة بسبب ارتفاع قيمة الدولار وتراجع المعنويات، مما يدفع البلاد إلى تعديل دفاعها عن العملة. كما يبدو أن بنك الشعب الصيني (PBoC) مستعدا لتحمل المزيد من الهبوط من خلال تحديد سعر مرجعي يومي أضعف لليوان، وسط تزايد قوة الدولار. ونلاحظ أنه رغم تدخلات البنوك المملوكة للدولة لتحقيق استقرار اليوان، إلا أن معنويات السوق تميل نحو توقعات هبوطية لليوان. وبعد أن كان يعتبر عملة احتياطية، انخفضت حصة اليوان في احتياطيات البنوك المركزية إلى أدنى مستوى لها منذ 3سنوات، ما يعني تراجع الاستثمار الدولي في الصين بالتزامن مع استمرار المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية. من ناحية أخرى، تساهم العائدات المنخفضة على السندات الصينية مقارنة بالدول الكبرى الأخرى في الضغوط الهبوطية على اليوان.