تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
١٧ ابريل ٢٠٢٤
يتم تداول مؤشر الدولار الأمريكي(DXY) بالقرب من 106.30 نقطة خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث يستمر المؤشرفي الاستفادة من بيانات مبيعات التجزئة القوية التي جاءت أقوى من المتوقع يوم الاثنين الماضي. في حال لم تثير بيانات الإسكان الضعيفة أمس أي رد فعل من الدولار الأمريكي.
وأعتقد أن الاقتصاد الأمريكي يشهد حالياً نمواً قوياً وتضخماً مستمراً. في الوقت الذي يثير فيه الفيدرالي تصريحات وإشارات متضاربة، فهو ليس حريصًا على زيادة أسعار الفائدة ولكنه يرحب بالتشديد النقدي من خلال تثبيت الفائدة وزيادة العائدات. فبعد تقرير التضخم القوي وبيانات العمالة لشهر مارس، انخفضت توقعات التخفيف لشهري يونيو ويوليو، مما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي بقوة مقابل الأصول الأخرى.
وفي بيانات أمس سجلت تصاريح البناء لشهر مارس انخفاضًا بنسبة 4.3%، وشهدت عمليات البدء في بناء المساكن انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 14.7%، وارتفع الإنتاج الصناعي لشهر مارس بنسبة 0.4% مقارنة بالشهر السابق، مطابقًا للتوقعات، مما يؤكد بشكل أساسي أنه قد يكون من المناسب تأجيل دورة التيسير النقدي والاستمرار في تثبيت الفائدة مرتفعة.
ومن وجهة نظري، بعد التدفق الأخير للبيانات الأمريكية القوية، يقوم المستثمرون في السوق حالياً بتعديل توقعاتهم بشأن التيسير النقدي. حيث تتوقع السوق أن يتم تنفيذ التخفيض الأولي لسعر الفائدة في سبتمبر مع احتمال بنسبة 70٪ للخفض الثاني في ديسمبر.وتقلصت توقعات المستثمرين بخفض سعر الفائدة في يونيو إلى 25% مقابل 60% في الأسبوع الماضي، حتى أني أتوقع اعادة تسعير مرات الخفض من ثلاث إلى اثنتين وربما واحدة حتى خلال 2024.
كما أرى مؤشر الدولار الأمريكي(DXY) يتوقف عن ارتفاعه في الوقت الحالي مع بداية الجلسة الأمريكية اليوم الأربعاء، مما قد يؤدي إلى بعض ضغوط التصحيح الهابط في الدولار الأمريكي في المدى القريب جداً. لكن أعتقد أنه وفي المدى البعيد والمتوسط، يتمتع الدولار الأمريكي بالقوة حيث نرى فارق الأسعار منذ الأسبوع الماضي، والذي أصبح أكبر مقابل العملات الأخرى لصالح الدولار الأمريكي. كما تأتي الظروف الجيوسياسية التي تزداد حدة خاصة في الشرق الأوسط بمثابة دعم لقوة الدولار كملاذ آمن.
فيما لم تحرك خطابات ثلاثة متحدثين من بنك الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم جيروم باول معنويات الأسواق أمس. حيث لم يكن هناك أي تغيير في الصياغة بشأن توقعات خفض أسعار الفائدة أو التوقعات من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي مما جعل الدولار مستقراً خلال تعاملات اليوم. حيث تقوم الأسواق الآن باستيعاب جميع الأحداث والبيانات من أجل تقييم وتسعير الظروف الكلية وربما تدفع مؤشر الدولار الأمريكي لاختبار أعلى مستوياته هذا العام مرة أخرى.
ذلك لأن مجمل البيانات الاقتصادية، أكدت بشكل كبير على قوة الاقتصاد وسوق العمل وارتفاع حدة اشتعال حرب أوسع في الشرق الأوسط. تزامناً مع تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الجديد جون ويليامز بأن أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأخيرة لم تكن نقطة تحول بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي للنظر في تغيير موقفه. وكان هذا الرأي أساسيًا قبل خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الثلاثاء، والذي لم يضيف أي جديد لمستقبل اسعار الفائدة، مما ترك الحيرة والشكوك تسيطر على الأسواق لتدخل مرحلة من الاستقرار الحذر في المدى القريب