تحليل لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
١٨ آبريل ٢٠٢٤
يستمر النفط الخام بالتراجع عبر كلا المعياريين الرئيسين اليوم الذين بلغا أدنى مستوياتهما لهذا الشهر عبر انخفاض بحوالي 0.9% لكل من برنت وغرب تكساس الوسيط.
يأتي استمرار تراجع النفط اليوم مع الهدوء المفاجئ للتصعيد العسكري ما بين إيران وإسرائيل بعد أن وصل ذروته في عطلة نهاية الأسبوع إضافة إلى المزيد من التشاؤم حول مسار سعر الفائدة في الولايات المتحدة.
يبدو أن الضغوط الدولية، على غير عادتها، بقيادة الولايات المتحدة قد كبحت التهور الإسرائيلي الهادف إلى توسيع نطاق الحرب وهذا ما يبدو أنه أعاد بعضاً من الطمأنينة للأسواق حول سلامة إمدادات الطاقة العالمية.
إذ كانت إسرائيل قد هددت باستمرار بالرد على الهجوم الايران الواسع، المدروس في ذات الوقت، وهذا ما أثار مخاوف المجتمع الدولي حول احتمالية دفع الإقليم بالكامل إلى حرب لا يمكن احتوائها والتي كانت ستأتي فقط لغاية إبقاء رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على رأس حكومة الحرب.
فيما قد لن تبقى حالة الهدوء هذه مطولاً في حال تعرض نتنياهو للمزيد من الضغط سواء من جبهة غزة أم من تحالف أقصى اليمين أم حتى من ضغط الشارع وهذا ما قد يدفعه إلى إعادة اشعال فتيل الحرب الإقليمية – كما فعل في استهداف القنصلية الايرانية – لترسيخ مكانته بأي طريقة. أعتقد أن هذا قد يبقى مصدر قلق للأسواق مع التحركات المفاجئة والتي قد تقلب المشهد خلال لحظات.
المشهد الاقتصادي لا يخدم مكاسب أسواق النفط أيضاً مع تدهور المعنويات حول إمكانية خفض سعر الفائدة في النصف الثاني. فيما يبدو أن الواقع الجديد قد وجد طريقه إلى الأسواق عبر تراكم المخزونات للأسبوع الرابع على التوالي وبشكل أكبر من المتوقع.
كنا قد شهدنا من الأسبوع الفائت تضاؤلاً للأمل بإمكانية خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يونيو المقبل من قبل الاحتياطي الفيدرالي، في حين لم تعد تبلغ هذه الاحتمالية سوا 18% بعد أن تجاوز 60% الشهر الفائت وفق CME FedWatch Tool.
لتصبح الأمور أسوء، فإن سردية العودة إلى رفع سعر الفائدة هذا العام تطفو على السطح مجدداً شيءً فشيئاً مع عودة التضخم إلى التسارع والنشاط الاقتصادي الساخن للغاية.
إلى الأن، لا يزال هذا الطرح مستبعداً إلا أن النماذج الاحتمالية لـ FedWatch Tool تقدر إحتمالية رفع سعر الفائدة فعلاً بحوالي 1% اليوم بعد أن كانت غير موجودة على الإطلاق. في حين أن استمرار تسارع نمو التضخم قد تغذي هذه الاحتمالية وهذا ما قد يكون مخيباً للغاية لأسواق الطاقة.