تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
يعود النفط إلى التراجعات الملحوظة صباح اليوم مع تراجع كلا المعيارين الرئيسين، برنت وغرب تكساس الوسيط، بنسبة وصلت إلى 1.6% تقريباً وبذلك كل يكون بلغ أدنى المستويات خلال أبريل الجاري.
تأتي تراجعات النفط مع استمرار انحسار المخاوف حول الحرب الإقليمية الواسعة في الشرق الأوسط إضافة إلى التشاؤم حول بقاء معدلات الفائدة مرتفعة مطولاً.
حيث يبدو أن الأسواق لا تزال مرتاحة حول تبدد احتمالية نشوب حرب مباشرة ما بين إيران وإسرائيل وتجر معها الشرق الأوسط بأكمله إلى الفوضى الكلية ويتسبب بعودة الاضطرابات إلى سلاسل امدادات الطاقة العالمية.
مع ذلك، فستبقى حالة عدم اليقين مرتفعة برأيي ذلك أن الطرف الإسرائيلي، متمثلاً برأس حكومة الحرب، قد يكون بحاجة إلى إعادة إشعال فتيل الحرب نظراً للضغوط الداخلية المتعددة.
حتى بدون تلك الاعمال العسكرية المباشرة، تعود المخاوف مجدداً حول العملية العسكرية البرية المرتقبة في رفح والتي تحذر الأطراف الفاعلة اقليمياً ودولياً من عواقبها الوخيمة والتي قد تشمل الإقليم الغني بعُقد انتاج ونقل النفط. في حال اشتعال جبهة رفح بالفعل فهذا من قد يعيد للنفط العلاوة التي كسبها منذ بداية التصعيد الإقليمي مطلع أبريل.
أما على جبهة الاقتصاد العالمي فيبدو أن معنويات الأسواق عند أدنى مستوياتها هذا العام مع التشاؤم حول عدم إمكانية خفض سعر الفائدة حتى بما يصل لطيلة هذا العام. حيث لم تعد احتمالية ان يقوم الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في يونيو تبلغ أكثر من 15% اليوم بعد أن بلغت 67% قبل أكثر من شهر وفق CME FedWatch Tool.
هذا الأسبوع أيضاً سيكون حافلاً بالبيانات الاقتصادية الهامة مع أرقام أنشطة الخدمات والتصنيع في كل من منقطة اليورو والولايات المتحدة علاوة على المزيد من التراكم المتوقع لمخزونات النفط.
في حين أن المفاجئات الإيجابية لهذه الأرقام قد تكون داعمة لأساسيات سوق الطاقة إلا أنه في ذات الوقت قد تشجع البنوك المركزية للتريث أكثر فأكثر بشأن خفض سعر الفائدة هذا العام.
أيضاً هذه الجمعة نترقب قراءة شهر مارس لمؤشر أسعار الانفاق الشخصي الاستهلاكي الأساسي (core PCE)، مع التوقعات بتباطؤ التضخم إلى 2.6% على أساس سنوي من 2.8% واستمرار نمو الأسعار بنسبة 0.3% على أساس شهري. فيما أن المزيد من المفاجئات حول تسارع التضخم أو تباطؤ نموه قد تكون دافعاً لأسعار الطاقة للمزيد من التدهور.