تحليل لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٢٣ آبريل ٢٠٢٤
يتعافى اليورو اليوم أمام الدولار ويحقق مكاسب بنسبة 0.2% تقريباً ويبلغ مستوى 1.06953 في ذروة الارتفاعات وهو ما يمثل أعلى المستويات منذ عشرة أيام تقريباً.
القوة التي أظهرها اليورو اليوم تأتي مع تفوق أنشطة الخدمات على التوقعات في منطقة اليورو وخصوصاً العودة المفاجئة له للنمو في ألمانيا، وعلى الرغم من تسارع انكماش أنشطة التصنيع في أبريل.
هذا النمو في الأنشطة الاقتصادية، الذي بلغ في محصلته أسرع وتيرة له منذ 11 شهراً، من شأنه أن يقدم الدعم لليورو عبر تعزيز فرضيات السوق حول مسار سعر الفائدة مع عدم توقع أكثر من خفضين لبقية هذا العام من قبل البنك المركزي الأوروبي (ECB).
المفاجئات الإيجابية من منطقة اليورو، خصوصاً كبرى الاقتصادات، علاوة على خفض سقف التوقعات حول خفض سعر الفائدة من شأنها أن تقلل من تفوق الدولار الذي بات يتمتع بعوائد مرتفعة للغاية لسندات الخزانة مدعومةً بالتشاؤم أيضاً حول عدم إمكانية خفض المعدلات في يونيو، أو في أسوء الأحوال في 2024 بأكمله.
في البيانات اليوم، كنا قد شهدنا القراءة الأولية لشهر أبريل لمؤشرات مديري في كل من فرنسا وألمانيا ومنطقة اليورو. فيما تفوقت أنشطة الخدمات عبر تلك الاقتصادات على التوقعات إلا ان النمو الأكبر من المتوقع على نحو ملحوظ لهذا القطاع في ألمانيا لأول مرة منذ يوليو من العام الفائت كان من أبرز من حرك الأسواق.
جاء هذا النمو المفاجئ لمخرجات الخدمات في ألمانيا مع نمو الاعمال الجديدة لأول مرة منذ عشرة أشهر إضافة إلى نمو معتدل للطلب وذلك مع بداية الربع الثاني، وفق S&P Global / HCOB. في المقابل، فقد استمرت أنشطة المصانع في الانكماش مع أسرع وتيرة لتراجع طلبيات المصانع الجديدة في خمسة أشهر في ألمانيا واستمرت في الهبوط طيلة عامين في عموم منطقة اليورو.
ساعدت أرقام اليوم عوائد السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام للارتفاع مجدداً واستعادة مستوى 2.5% في حين لا تزال مقابلتها الأمريكية على ارتفاع اليوم وبلغت 4.631%.
فيما يحتاج اليورو للمزيد من المفاجئات الإيجابية ومعدلات الفائدة المرتفعة للتقليل من فجوة العائد ما بين سندات الخزانة الأمريكية ومقابلتها في منطقة اليورو.
إذا لا تزال الفجوة بين عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام ومقابلتها الألمانية عند 2.129% وهي بذلك لا تبعد كثيراً عن أعلى مستوى منذ العام 2019 والذي كنا قد شهدناه الأسبوع الفائت.