درّب الخبير اللبناني الأوروبي، رئيس جمعيّة “تحديث وتطوير التعليم”، الدكتور بيار جدعون أكثر من ثلاثين معلّمة ومعلّما على كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم، وذلك بتنظيم من الجامعة الاميركية للتكنولوجيا وإدارة معهد العبير الفني في المنية.
وركّزت أنشطة الجلسة على تطبيق الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية وتغير المناخ، وتناولت أنشطة حول تطبيق الذكاء الاصطناعي في اختصاصات التعليم المهني والتقني وأهميّته في تعزيز التعليم لكل اختصاص. وقد تفاعل المشاركون حول تأثير الذكاء الاصطناعي كل في اختصاصه. فعلى سبيل المثال، تناقش المتدرّبون حول تعليم المحاسبة وأهميّة الذكاء الاصطناعي في توفير أدوات وتقنيات مبتكرة لتحليل البيانات وتخصيص الخدمات والمواد التعليمية.
في بداية الدورة التدريبيّة ركّز رئيس جمعيّة تحديث وتطوير التعليم الدكتور جدعون، على أهمية فهم واستيعاب الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التعليم والثقافة والسياسة والنمو الاقتصادي والمجتمع. وأضاف: “كلنا معنيون بالذكاء الاصطناعي وبالأخص كلّنا دون استثناء أي مواطنة أو مواطن”.
ولتسهيل شرح مفهوم الذكاء الاصطناعي، اعتمد جدعون تعريف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، التي توضح بأن يشير إلى النظم القائمة على الآلة والتي، في ضوء مجموعة من الأهداف المحددة من الانسان، يمكنها تقديم تنبؤات أو توصيات أو قرارات تؤثر على البيئات الحقيقية أو الافتراضية.
ثم ركّز جدعون على أهميّة البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي قائلا: إن الذكاء الاصطناعي يعزّز حتى التحوّل الرقمي من خلال تطبيق تقنياته مثل تحليل البيانات الضخمة، والتعلّم الآلي، والتحليل التنبؤي. وهذا ما يساعد في تعزيز قدرة المؤسسات على اتخاذ قرارات في شكل أفضل مبنية على البيانات (Data-Driven-Decision المعروفة بـــــ DDD). وأردف قائلا: شرط أن تكون البيانات “نظيفة” وهذا هو التحدي الجديد.
ثم تشارك جدعون مع المتدربين أحدث الأبحاث العلميّة وتنوّع الرؤى للمؤسسة التربويّة في المستقبل قائلا: تتوزّع الرؤى للمؤسسة التربويّة عالميا بين: تقليديّة
داخل الجدران والمعزّزة تكنولوجيا؛ رقميّة (من التعليم المدمج الى التعليم من بعد)؛ خضراء أو الصديقة للبيئة؛ تشاركيّة؛ رياديّة وبدأنا اليوم نلاحظ وجود الجامعات الريادّية إضافة إلى الجامعات البحثيّة، والتعليميّة، والتي تجمع الإثنين معا، أو مزيج من هذه النماذج معا كالمدرسة الرياديّة، التشاركيّة، الرقميّة والصديقة للبيئة وهذا ما نعمل جاهدين لتحقيقه.
المؤسسة التربويّة التشاركيّة: إن الجودة بالنسبة لهذا النوع من المؤسسات التربوية تعني الجاهزيّة للتحوّل (Quality as transformation) من أجل خدمة المجتمع والانفتاح من خلال علاقة تشاركيّة داعمة لجميع شركاء العمليّة التربوية.
أما عن المؤسسة التربويّة الخضراء أو الصديقة للبيئة فشارك جدعون التجارب حولها قائلا: تسعى المؤسسات التربويّة الخضراء جاهدة لتكون خالية من السموم، واستخدام الموارد في شكل مستدام، والتركيز على التعليم البيئي واكتساب الكفاية الخضراء. إن التصميم المؤسسي المستدام هو مجال تركيز آخر لمدارس، ومعاهد، وجامعات المستقبل التي تستخدم التكنولوجيا والكفاية الخضراء من أجل جودة الحياة.
المتدرّبات والمتدرّبون:
واهتمت المتدرّبات كما المتدرّبون لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأدواته ولم تغب عن أذهانهم اشكاليّة ضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي. إذ يؤكد دمج الذكاء الاصطناعي في إطار الكفاءة الكندي على أهمية تبني التقدم التكنولوجي لدفع النمو الاقتصادي والابتكار والتقدم الاجتماعي مع ضمان امتلاك الأفراد للمهارات اللازمة للازدهار في عالم يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
علم الدين:
من جهته وجه رئيس مجلس إدارة رئيس جمعيّة “تحديث وتطوير التعليم ” الحاج عبد الغفور علم الدين، باسمه وباسم المدير احمد الزعبي، والمسؤولة التربوية في المعهد زينة اليوسف والمتدربين، الشكر للقيمين على ادارة الجامعة على هذه المبادرة القيّمة.