الذهب أمام أسبوع حاسم مع جملة من العوامل السياسية والجيوسياسية والاقتصادية المؤثرة

تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com

١٠ يونيو ٢٠٢٤

يتماسك الذهب اليوم بالقرب من مستوى 2293 دولاراً للأونصة بعد الخسائر الحادة التي واجته الجمعة الفائتة بأكثر من 3%.

تراجعات الذهب حينها جاءت من العاملين المحركين الأكثر حيوية، الامل بخفض سعر الفائدة الذي تضاءل بعد تفوق سوق العمل على التوقعات بشكل واسع وانقطاع سلسلة امتدت لـ 18 شهراً من مشتريات بنك الشعب الصيني لسبائك الذهب.

عطلة نهاية الأسبوع ايضاً شهدت تحولاً في المشهد السياسي سواء أوروبا أم في إسرائيل. حيث شهدنا تفوق أحزاب اليمين في كل من ألمانيا وفرنسا إضافة إلى التصدع الذي تعرضت له حكومة الحرب في إسرائيل بعد استقالة زعيم المعارضة.

قد لا تلقي أسواق الذهب اهتماماً للتغيرات في المشهد الحزبي حول العالم. إلا أن هذا الاتجاه المتصاعد للتيارات اليمينة وانفراد أقصى اليمين المتطرف بالحكم في إسرائيل قد يؤدي في النهاية تغييرات في الواقع الجيوسياسي سواء في أوكرانيا أم في الشرق الأوسط. فيما أن هذه الجبهات كان لها الدور الأبرز في انتشال الذهب من مستوياته المتدنية نسبياً سابقاً.

حيث تعارض الأحزاب اليمينية في أوروبا عموماً الانغماس في الحرب في أوكرانيا لما يترتب عليه من أعباء اقتصادية هائلة إضافة إلى تدفق المزيد من اللاجئين ومن جانب أخر ترغب في استعادة العلاقات مع روسيا. أيضاً فإن خروج أكبر المعارضين لبنيامين نتنياهو من حكومة الحرب إضافة إلى وزيرين أخرين قد يشجع ائتلاف اقصى اليمين على المضي في الحرب البرية التي يشنها في قطاع غزة ويمكنه أيضاً من اتخاذ قرار اشعال جبهة الجنوب اللبناني بما يمهد الإقليم للدخول في حالة من الفوضى الكلية.

ما ستعول عليه أسواق الذهب هذا الأسبوع لاستعادة المكاسب الضائعة هو المزيد من تباطؤ التضخم والحصول على خطاب غير متشدد من الفيدرالي بعد إعلان لقراره هذا الأسبوع إضافة إلى أي تغير طارئ قد نشهده في الشرق الأوسط خصوصاً في جنوب البنان.

في حين يتوقع أن يتماسك التضخم السنوي لمؤشر أسعار المستهلك (CPI) عند 3.4% في مايو وتباطؤ النمو الشهري إلى 0.1% إضافة إلى المزيد من تباطؤ نمو أسعار المنتجين (PPI) إلى 0.1% أيضاً على أساس شهري.

كما يتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بإبقاء المعدلات الحالية دون تغيير فيما سيبقى التركيز على توقعات صناع السياسة النقدية لمسار التضخم والاقتصاد الكلي. في حين ان الخطاب المتشدد قد يعزز من فرضية المعدلات الأعلى لفترة أطول وهذا ما شهدناه بشكل مشابه مخرجات اجتماع البنك المركزي الأوربي الأسبوع الفائت وذلك على بدء خفضه للمعدلات لأول مرة من العام 2019.

أما حول الأشهر القادمة، فتتوقع الأسواق أن نشهد خفضاً لسعر الفائدة باحتمالية 48% و62% في كل من سبتمبر ونوفمبر القادمين وفق CME FedWatch Tool. في حين أن هذه الاحتماليات تعكس تراجعاً ملحوظاً للمعنويات حول الخفض قياساً بما كانت عليه قبل أسبوع.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“الريجي” ضبطت منتجات تبغية مهربة ومزورة في بيروت

في إطار جهود إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” المتواصلة لمكافحة التهريب، ضبطت فرقها كميات ...

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تدعم بلدية جبيل في إطلاق مبادرة فرز النفايات، لتحسين التحديات المتزايدة للنفايات في المدينة

بدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة (USAID) ، أطلقت بلدية جبيل مبادرة لفرز النفايات بهدف ...

الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون العالميون “متفائلون للغاية” حيال النمو الاقتصادي مع عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض

أعرب نحو 700 من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية مدرجة ومؤسسات استثمارية مرموقة، تمثل مجتمعةً 10 ...