تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
١٣ يونيو ٢٠٢٤
يتراجع النفط الخام عبر كلا المعيارين الرئيسين اليوم، برنت وغرب تكساس الوسيط (WTI)، بنسبة 0.6% تقريباً وبذلك يتجه إلى قطع سلسلة المكاسب الممتدة لثلاثة أيام.
هذه التراجعات تأتي بعد التراكم الأكبر من المتوقع للمخزونات الأمريكية وخفض صناع السياسة النقدية لتوقعاتهم بشأن خفض سعر الفائدة علاوة على المخاوف من فيضان المخزونات في السنوات القادمة.
حيث كنا قد شهدنا الامس قرار الاحتياطي الفيدرالي بإبقاء المعدلات الحالية دون تغيير لكن ما قد تغير هو ملخص التوقعات الاقتصادية الخاصة بالأعضاء والذين باتو يميلون إلى الخفض لمرة واحدة فقط عوضاً عن مرتين.
أعتقد أن هذا من شأنه أن يعزز السردية حول أن بداية خفض سعر الفائدة لمرة واحدة لن يعني بداية المسار المتساهل ولن يعني حتى نهاية المسار المتشدد بل قد يأتي فقط لتعديل درجة التشديد النقدي لعدم المبالغة به – هذا ما قد شهدناه فعلاً لدى البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الفائت.
هذا التعديل المتشدد ما قد أزعج أسواق النفط ودفعها للتخلي عن مكاسبها التي استطاعت تعويضها بعد الخسائر التي جاءت من زيادة المخزونات على نحو غير متوقع بمقدار 3.7 مليون برميل الأسبوع الفائت.
حتى على المدى البعيد، فإن فائض المعروض قد يتجه إلى التوسع في العام 2030 على نحو قد يصل إلى مستويات لم نكن قد شهدناها منذ انتشار وباء COVID-19– حينما هوت أسعار العقود الآجلة لما دون الصفر – على الضوء تسارع التحول نحو المصادر المتجددة للطاقة، وفق وكالة الطاقة الدولية. لذلك قد يبدو من المبرر استمرار تشاؤم الأسواق حول فائض المعرض مطولاً.
في المقابل، تتوقع الوكالة ان يبلغ نمو الطلب على النفط ذروته في العام 2029 وسيكون أعلى بمقدار 3.2 مليون برميل يومياً في 2030 مقارنة مع ما كان عليه في 2023 وذلك بدفع نمو الطلب من آسيا. لكن تشير التوقعات أيضاً إلى أن الطلب سينخفض من الاقتصادات المتقدم ليصل إلى 42.7 مليون برميل يومياً في 2030. فيما تأتي هذه التوقعات بعد رفع البنك الدولي لتطلعاته حول مستقبل نمو الاقتصاد العالم وذلك بفضل توسع الاقتصاد الأمريكي.
على الجانب الجيوسياسي، فيبدو أن المخاوف حول سلامة امدادات الطاقة العالمية قد تعود إلى الواجهة قريباً مع المخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط بشكل واسع في أكثر من جبهة، سواء في البنان أم في البحر الأحمر وذلك على ضوء التصعيد غير المسبوق للأعمال العسكرية في كلا الجبهتين.
فيما يأتي هذا التصعيد مع غياب افق قريب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والذي من شأنه أن يقود إلى هدوء التصعيد في الإقليم بأكمله. ذلك أن المفاوضات لا تزال عالقة نتيجة الخلاف على بنود الوقف الدائم لإطلاق النار والذي لا تريده إسرائيل كما يبدو على الأقل ضمنياً – وهذا ما يتحدث عنه زعماء اليمين الأشد تطرفاً في حكومة الحرب علناً.