تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
١٨ يونيو ٢٠٢٤
يتراجع اليورو أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.15% بعد الساعة 9:00 صباحاً بتوقيت غرينيتش ويصل إلى مستوى 1.07170.
تأتي خسائر اليورو على الرغم من استمرار ارتفاع عوائد سندات منطقة اليورو وأعلى مستويات معنويات للمستثمرين المؤسسين في ألمانيا ومنطقة اليورو منذ أكثر من عامين. فيما أن هذا الارتفاع قد كان طفيفاً ويعكس فتوراً في المعنويات أكثر منه اتجاهاً نحو المزيد من التحسن على ضوء التشاؤم حول مسار التضخم كما أوضح المسح الخاص بـ ZEW.
حيث شهدنا اليوم قراءة شهر يونيو لمؤشر ZEW للمعنويات الاقتصادية لكل من منطقة اليورو وألمانيا والتي بلغت أعلى المستويات منذ يوليو 2021 للإقليم وفبراير 2022 على التوالي لكل الاقتصادين. فيما تفوق نمو المعنويات على التوقعات في منطقة اليورو في مقابل أقل من المتوقع لألمانيا مع قراءة عند 51.3 و47.5 على التوالي.
بحسب المسح، فإن الرضا عن الواقع الاقتصاد والتوقعات الاقتصادية في حالة من الجمود وذلك على ضوء ارتفاع توقعات التضخم لدى المشاركين في المسح والتي يبدو أنها قد تأثرت ببيانات التضخم لشهر مايو.
فيما كان البنك المركزي الأوروبي قد خفض سعر الفائدة في اجتماعه الأخير لأول مرة منذ العام 2019. إلا أن البياني التالي لإعلان القرار كان قد حمل لهجة متشددة على نحو غير متوقع مع توقعات صناع السياسة النقدية بعدم تحقيق مستهدف التضخم قبل العام 2026. هذه السردية يبدو أنها قد انتقلت إلى أذهان المستثمرين مخففة من الأمل بإمكانية خفض التضخم قريباً.
كانت عوائد السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام قد وجدت قاعها الأمس بعد أن بلغت أدنى المستويات منذ أكثر من شهرين واستمرت في الارتفاع اليوم إلا أن هذا لم ينقذ اليورو من الخسائر وذلك مع ارتفاع لعوائد سندات الخزانة الأمريكية.
أيضاً، فإن فجوة العائد ما بين سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام ونظيرتها الألمانية يبدو أنها قد وجدت قاعاً لها أيضاً خلال الأسبوعين الفائتين بعد أن بلغت أدنى المستويات منذ فبراير الفائت.
فيما أعتقد أن هذا الاتجاه المحتمل لفجوة العائد لصالح سندات الخزانة نحو الاتساع – حتى مع التقلص اليوم والأمس – قد يساهم في تعميق خسائر اليورو ومنعه من التعافي وهو الذي يعاني أيضاً من اتساع فجوة معدلات الفائدة بعد الخفض الأخير.
في حين لا تتوقع الأسواق خفضاً للمعدلات من قبل الفيدرالي بأبكر من سبتمبر القادم والذي قد يكون هو الأول والأخير هذا العام. حيث تبلغ إحتمالية أن يقوم الفيدرالي بخفض المعدلات بمقدار 25 نقطة أساس 62% و75% في كل من سبتمبر ونوفمبر القادمين وفق CME FedWatch Tool.
كما لا يشير الوسيط الحسابي لتوقعات صناع السياسة النقدية في الفيدرالي إلى خفض بأكثر من مرة واحدة لسعر الفائدة هذا العام وهذا ما كان من أبرز مخرجات الاجتماع الأخير وعزز بدوره فرضية المعدلات الأعلى لفترة أطول.
أما لباقي هذا الأسبوع، يتحول تركيز الأسواق إلى قراءة شهر مايو لمؤشر أسعار المنتجين (PPI) في ألمانيا والقراءات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات التصنيعية والخدمية لشهر يونيو.
من الولايات المتحدة أيضاً ننتظر أرقام مبيعات التجزئة لشهر مايو اليوم ومجموعة من تصريحات مسؤولي الفيدرالي اليوم والخميس.
فيما أن المزيد من التصريحات المتشددة والتي لا تخدم التوقعات بخفض سعر الفائدة لأكثر من مرة هذا العام من شأنها أيضاً أن تعيق اليورو من استعادة مكاسبه السابقة وقد تدفع إلى المزيد الخسائر.