تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
٢٤ يونيو ٢٠٢٤
يحاول سعر الذهب (XAU/USD) الارتفاع مرتداً من مستويات بالقرب من 2315 دولار خلال تعاملات اليوم الاثنين ويتداول حالياً عند 2325 دولار، حيث يصحح الدولار الأمريكي وسط توقعات قوية بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يقوم بتخفيض أسعار الفائدة مرتين هذا العام. فانخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، إلى 105.60 نقطة وسط تراجع الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة.
وقد أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) أن ضغوط الأسعار انخفضت أكثر من المتوقع في مايو. كما أظهر التقرير الأولي لمديري المشتريات العالمية من ستاندرد آند بورز (PMI) لشهر يونيو علامات على تباطؤ معتدل في النمو . بمعنى أن تضخم أسعار البيع انخفض إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر في يونيو. ومع ذلك، انخفض معدل الزيادة إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر في قطاع الخدمات، حيث كان الارتفاع من بين أدنى المعدلات التي شهدناها خلال السنوات الأربع الماضية، وأدنى مستوى في ستة أشهر في قطاع التصنيع.
كما تشير البياناتإلى أن البنك المركزي سيبدأ اجراءات تخفيف السياسة النقدية في اجتماع سبتمبر وسيجري تخفيضات لاحقة في أسعار الفائدة في نوفمبر أو ديسمبر. كما تشير بيانات تسعير العقود الآجلة للسندات الفيدرالية لمدة 30 يومًا إلى أن احتمال خفض أسعار الفائدة في سبتمبر يبلغ 66٪.
ومن وجهة نظري سيتجه المسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام وربما يؤجلون كل ذلك إلى العام المقبل. لأنهم أن يروا التضخم يتراجع لعدة أشهر قبل التحول إلى خفض سعر الفائدة.
لذا أعتقد أن سعر الذهب بدأ تصحيح صاعد متواضع عندما ارتد بالقرب من 2315 دولار بعد انخفاض حاد يوم الجمعة. بعد أن واجه سعر الذهب عمليات بيع مكثفة تزامناً مع ارتفاع الدولار الأمريكي بعد أن أظهر التقرير الأولي لمؤشر مديري المشتريات العالمي من ستاندرد آند بورز لشهر يونيو أن النشاط الاقتصادي توسع بشكل غير متوقع وبوتيرة أسرع. كما أدى تقرير مؤشر مديري المشتريات(PMI) الأمريكي المتفائل بشكل مفاجئ إلى ارتفاع الدولار الأمريكي، مما يجعل الذهب مكلفًا أكثر لحاملي العملات الأجنبية ويتسبب بالضغط سلباً على الأسعار.
وبعد أن قفز مؤشر مديري المشتريات المركب بشكل مفاجئ إلى 51.7 ، أعتقد أن تأتي بيانات مؤشر مديري المشتريات عند مستوى يتوافق مع نمو الاقتصاد بمعدل سنوي يقل قليلاً عن 2.5٪. حيث يستمر نمو الاقتصاد. وعلى الرغم من أن قطاع الخدمات يقود هذا النمو، وهو ما يعكس الإنفاق المحلي القوي، إلا أن الارتفاعات الأخيرة برأيي مدعومة بالانتعاش المستمر في مؤشر التصنيع، الذي يتمتع خلال 2024 بأفضل موجة نمو له منذ عامين.
ومن وجهة نظري، سيركز المستثمرون هذا الأسبوع بشدة على بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي لشهر مايو. حيث تعد بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيوفر إشارات جديدة حول متى وكم سيخفض البنك المركزي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام.
وعلى الجبهة العالمية والجيوسياسية، أثار الاتفاق الأمني بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ خطر زيادة تصعيد التوترات الجيوسياسية. وفي معاهدة واسعة النطاق تشمل التعاون السياسي والتجاري والاستثماري والأمني، تعهدت كوريا الشمالية وروسيا باستخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية في حالة تعرض الطرف الآخر لهجوم،
كما يمكن أن تؤدي التوترات العالمية المتصاعدة خاصة ما يتداول عن احتمال مهاجمة الاحتلال الاسرائيلي لجنوب اللبنان إلى الحد من الاتجاه الهبوطي الحالي لسعر الذهب. لكن على العموم سيبقى المؤثر الرئيسي والمحرك الأساسي لأسعار الذهب هو مؤشر الدولار والبيانات الأمريكية في المدى البعيد والمتوسط.