تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٢٦ يونيو ٢٠٢٤
يتراجع اليورو بنسبة 0.1% أمام الدولار الأمريكي في استمرار للاتجاه الهابط الذي يسير به ويصل إلى مستوى 1.07042 بعد الساعة 6:00 صباحاً بتوقيت غرينيتش بقليل.
فيما تأتي أرقام مناخ المستهلك في ألمانيا، التي تراجعت على إلى أدنى المستويات منذ أكثر من عامين، إضافة إلى اتساع فجوة عوائد السندات لصالح سندات الخزانة الأمريكية لتشكل المزيد من الضغط على اليورو وتحول دون إيقاف التيار الهابط.
تعمق أرقام مناخ المستهلك من GfKاليوم من الفجوة في الأداء الاقتصادي والمعنويات المستقبلية ما بين منطقة اليورو والولايات المتحدة. حيث كنا قد شهدنا الأمس تراجع أقل من المتوقع لثقة المستهلك في الولايات المتحدة والتي جاءت تاليةً لأداء أفضل من المتوقع للأنشطة الاقتصادية والتوظيف.
في حين أشار تقرير GfKلشهر يونيو إلى تراجع طفيف في رغبة المستهلك في الشراء التي بلغت مستويات متدنية للغاية في مقابل ارتفاع طفيف للرغبة في الادخار وذلك بالتزامن مع تراجع توقعات الدخل والتوقعات الاقتصادية. فيما كان ذلك التراجع في التوقعات المستقبلية يأتي بضغط ارتفاع الأسعار بشكل أساسي بحسب مسح GfK. فيما قد سجل مؤشر مناخ المستهلك قراءة عند -21.8 وهو ما كان أسوء من المتوقع عند -19.4.
استمرار التفاوت في الأداء الاقتصادي هذا من شأنه أن يؤدي إلى مسارات مختلفة لكل من التضخم وأسعار الفائدة عبر الاقتصادين والذي قد ينعكس في النهاية عبر المزيد من اتساع فجوة عوائد السندات.
فيما نرى بالفعل أن فجوة العائد ما بين سندات الخزانة ومقابلتها الألمانية مستمرة في اتجاهها الصاعد بما يخدم الدولار على حساب اليورو.
في المقابل، فإن حالة عدم اليقين السياسي الناتجة عن التغيرات في المشهد الحزبي في الإقليم قد تساهم في رفع عوائد السندات بما يقلص تلك الفجوة وبما يقدم بعض الدعم لليورو على المدى القصير على الأقل.
هذا ما شهدناه جلياً في فرنسا بعد انتخابات البرمان الأوروبي حيث ارتفعت عوائد السندات الفرنسية على نحو ملحوظ بما قلص الفجوة مع سندات الخزانة وهذا قد محى كافة الاتساع الذي شهدناه منذ سبتمبر الفائت.
ذلك أن التغيير الجوهري في الواقع السياسي مع تقدم الأحزاب اليمينة عبر القارة قد يقود إلى مسارات مختلفة للعديد من الملفات شديدة الأهمية كالحرب في أوكرانيا والهجرة والعلاقات مع الدول الفاعلة في المجتمع الدولي شرقاً وغرباً.
فيما تستمر عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام في التقدم اليوم وصولاً إلى 4.265% وكذلك الألمانية إلى 2.417% وأما الفرنسية فلا تزال ثابتة عند 3.132%. في حين أن فرق العائد ما بين سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام ومقابلتها الألمانية يواصل الارتفاع اليوم ويبلغ 1.846% أما مع الفرنسية فيبلغ 1.133% وهو ما لا يبعد كثيراً عن أدنى مستوى لهذا العام عند 1.050.