تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٢٧ يونيو ٢٠٢٤
واصلت المملكة المتحدة في تقديم المزيد من العلامات الإيجابية حول قدرة الاقتصاد على التماسك في ظل ظروف الائتمان الصعبة والتضخم ومعدلات الفائدة الأعلى لفترة أطول والتحديات الجيوسياسية.
حيث شهدنا اليوم تقرير الاستقرار المالي (FSR) عن الربع الثاني لهذا العام والذي أكد على ثقة صناع السياسة النقدية في متانة الاقتصاد والنظام المصرفي في حين استمر في التأكيد على المخاطر التي المحيطة بأسواق المالية والتي قد تتسبب في إطلاق موجات البيع.
فيما أكد التقرير على الليونة التي يتمتع بها المقترضون من الاسر على الرغم من أنهم لا يزالون يتعرضون للضغط من ارتفاع الأسعار ومعدلات الفائدة المرتفعة والتي قد لن ينضج تأثيرها الكامل إلا لبعد عامين آخرين. من الجدير بالذكر أيضاً بأن التقرير قد تحدث على أن البنوك لا تزال قادرة على تقديم المزيد من الدعم للأسر والشركات حتى مع تدهور الظروف المالية والاقتصادية على نحو غير متوقع. في حين أن توقعات النمو الاقتصاد لم ترتفع إلا على نحو طفيف بما كانت عليه في الربع الأول.
في المقابل، فعلى الرغم من اشادة التقرير بقدرة أسواق الأسهم على التأقلم مع بيئة أسعار الفائدة المرتفعة إلا أنه حذر من احتمالية حدوث “تصحيح حاد” ذلك أن هذا التأقلم مع تلك البيئة لم يصبح مكتملاً بعد. في حين حذر أن هذا التصحيح العنيف لسوق الأسهم سيجد طريقه إلى الاقتصاد الحقيقي وذلك عبر اضعاف قدرة الشركات على الاقتراض مع تراجعات قيمة الضمانات – التي قد تأخذ شكل أسهم – إضافة إلى أن التصحيح قد يلحق الضرر بالمستثمرين ذوي الروافع المالية وهذا ما قد يعمق من خسائر السوق ويقلل من شهية المخاطر.
هذا التحذير من التصحيح الحاد يتزامن مع تسعير الأسواق باتجاه المزيد من النمو والتعافي الاقتصادي والتقليل من أثر العوامل الجيوسياسية الخارجية، وفق التقرير أيضاً. عليه، فإن تدهور الظروف الخارجية المحيطة قد يتسبب بدوره في تصحيح حاد للأسواق التي تتمتع بتقييمات مرتفعة نسبياً.
المخاطر الجيوسياسية تأتي من احتمالية خروج الصراع في أوكرانيا خارج حدوده الحالية وذلك بعد سماح الولايات المتحدة باستهداف العمق الروسي وهذا ما دفع روسيا للسعي لتعميق تعاونها العسكري على نحو غير مسبوق مع شركائها. من جانب آخر، قد يأتي التصعيد من اشتعال الشرق الأوسط على أكثر من جبهة وذلك مع جمود المسار التفاوضي.
مع هذا، يتعافى الجنيه الإسترليني اليوم ويرتفع بأكثر من 0.2% أمام الدولار الأمريكي ويبلغ مستوى 1.26505 وذلك بعد أن بلغ الأمس أدنى مستوى له منذ أربعين يوماً.
تأتي مكاسب الجنيه بالتزامن مع انتعاش عوائد السندات الحكومية للمملكة المتحدة التي بلغت أعلى المستويات منذ منتصف الشهر الجاري في مقابل ثبات نسبي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية. حيث بلغ العائد لتلك لأجل عشرة أعوام 4.155% وتلك الأمريكية عند 4.324%.
فيما أن فجوة العائد من بين سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام ومقابلتها من المملكة المتحدة يتراجع اليوم ويبلغ 0.167%. في حين تعرض هذه الفجوة مساراً صاعداً لصالح سندات الخزانة وهذا في حال استمراره فعلاً قد يتسبب بإبقاء الجنيه عند مستويات متدنية نسبياً أمام الدولار على المدى القصير.