تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٢ يوليو ٢٠٢٤
لا تزال البيتكوين تفشل في التماسك أعلى مستوى 63,000 بعد التصحيح العنيف الذي مرت به خلال الأسبوع الفائت وأوصلها لما دون 60,000.
تحدث هذه التصحيحات العنيفة مع كل مرة تقريباً تختبر فيه البيتكوين مستوى 72,000 الذي يدفع عنده البائعون الأسعار إلى 60,000 خلال أيام. هذه هي الاتجاهات السائدة منذ مارس الفائت إلى الأن.
فيما أن الأثر الذي تتركه تلك التصحيحات لا يتلاشى بعد انتهائها بل يبدوا أنه يترسب في النهاية إلى معنويات المستثمرين وتحديداً مستثمري التجزئة وأصحاب الحيازات طويلة الأجل المعروفين بالـ “hodlers”. ذلك يبدوا أن الفشل في تحقيق المزيد من المكاسب التاريخية، على الرغم من التحول الجوهري الذي شهده سوق العملات المشفرة، يحبط معنويات المستثمرين وقد يدفعهم إلى التخلص من حيازاتهم السابقة القديمة أو الامتناع عن مراكمة المزيد منها.
حيث تبلغ نسبة البيتكوين العائدة إلى الأفراد 87.9% وذلك بتراجع من أكثر من 89% كنا قد شهدناها هذا العام، وفقاً للبيانات المقدمة من IntoTheBlock. كما أن النسبة الحالية تقع بالقرب من أدنى المستويات من منتصف العام 2022. كما أن عدد البيتكوين التي تقع تحت حيازة الأفراد قد تراجع إلى 17.35 مليوناً وهذا ما يقع بالقرب من أدنى المستويات منذ سبتمبر الفائت وأدنى من 17.57 مليوناً سُجلت في مارس الفائت. فيما أن نسبة البيتكوين التي تعود الـ hodlers قد تراجعت من أعلى مستوى تاريخي قد شهدناه أواخر العام الفائت عند 70% إلى حوالي 65% وهذا ما يقع أيضاً عند أدنى مستوى منذ منتصف 2022.
فيما أن الانحسار في حيازات البيتكوين تلك تأتي مع تزايد عدد العناوين التي تكبد أصحابها خسائر عند مستويات الأسعار الحالية إلى أكثر من 6.2 مليون عنواناً بعد التصحيح الأخير ووصل إلى 7.6 مليوناً أواخر يونيو وهذه الأرقام بدورها هي الأعلى منذ أبريل الفائت.
لكن في المقابل، قد يمكن نسب هذا التراجع في حيازات التجزئة إلى التحول نحو الاحتفاظ بصناديق البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة والتي استحوذت على صافي تدفقات موجبة بأكثر من 14.5 مليار دولاراً منذ اطلاقها في يناير الفائت، وفق SoSoValue. هذه الصناديق بدورها قد سجلت الأمس صافي تدفقات موجبة بأكثر من 129 مليون دولار وهي الأعلى منذ السابع من يونيو الفائت.
في جميع الأحوال فإن استمرار هذا التخارج لمستثمري التجزئة، وإن كان يعود إلى التحول نحو الصناديق المتداولة، لا يخدم السردية طويلة الأجل للبيتكوين وهي المزيد من التبني والاستخدام في الواقع الحقيقي بعيداً عن كونها أصلاً مضاربياً. ذلك أن الاحتفاظ بالبيتكوين لدى أمانات مدراء الصناديق يزيد من المركزية ويحد من إمكانية استخدامها كنظام عالمي غير مركزي للمدفوعات، وهذا ما جاءت من أجله في المقام الأول.
صحيح أن صناديق البيتكوين قد ساهمت بشكل رئيس في دفع الأسعار نحو مستويات تاريخية هذا العام لكن برأيي فإن قدرتها على إبقاء الزخم الصعودي مطولاً هي موضع تساؤل. حيث أن العديد من الأسهم المنهارة في وول ستريت يسيطر مدراء الأصول على نسبة جوهرية منها لكن هذا لا يمنع استمرار الأداء المحبط لها. على سبيل المثال، فإن سهم Zoom هو منخفض بنسبة 90% تقريباً قياساً بذروته التي بلغها في 2020 على الرغم من أن BlackRock وVanguard يستحوذون على 15% تقريباً من عدد الأسهم ويستحوذ المستثمرون المؤسسيون على قرابة 70% منها.
قد تكمل البيتكوين طريقها في نهاية المطاف وتكسر حواجزها العنيدة وتصل للمزيد من المستويات التاريخية على الرغم من البيئة الحالية. فيما أعتقد أن هذا سيكون نابعاً من أمل المستثمرين بأن المزيد من المستثمرين سيركبون موجة التيار الصاعد وقد لن يكون نتيجة لتبني أوسع لتكنولوجيا العملات المشفرة.