تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٥ يوليو ٢٠٢٤
يواصل الجنيه الإسترليني تقدمه لليوم الرابع على التوالي وبنسبة 0.16% وصولاً إلى مستوى 1.27808 في ذروة الارتفاعات وهو ما يمثل أعلى المستويات منذ 13 يونيو الفائت.
تأتي مكاسب بعد الفوز التاريخي لحزب المحافظين في الانتخابات العامة عبر مضاعفة عدد مقاعده إلى جانب استمرار تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة مع بقاء الزخم الهابط الذي احدثته بيانات يوم الأربعاء.
حيث ضاعف حزب العمال من عدد مقاعده في البرلمان وحصل على 410 معقد من أصل 650 في حين خسر حزب المحافظين الحاكم خلال الـ 14 عاماً السابقة 249 مقعداً ليحتفظ فقط بـ 119.
فيما يبدو أن الشارع البريطاني يبدو سعيداً بالتخلص من حكم المحافظين أكثر من فوز العمال. ذلك أن الاستطلاعات تشير إلى أن 48% ممن صوتوا للعمال كان هدفهم إزاحة المحافظين، بحسب Wall Street Journal.
فيما أن حزب العمل كان قد أطلق وعوداً بجعل السياسية البريطانية واقعية وجعل الحكم بيد التكنوقراط إلى جانب “وقف الفوضى” الذي جاء بها المحافظين.
فيما أعتقد أن هذه الوعود إن تحققت قد تضفي حالة من الراحة في الشارع بعد التطورات الدراماتيكية في السنوات الأخيرة بما يعزز من حالة اليقين سواء الاقتصادي أم السياسي. هذا ما أعتقد أيضاً أنه قد يدفع عوائد السندات نحو المزيد من التراجع بما قد يضغط على الجنيه بدوره.
عوائد السندات البريطانية بالفعل قد تراجعت إلا أن ضعف الدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة يبدوا أنه قد عدل من ذلك التأثر وأدى في النهاية إلى دفع الجنيه إلى المزيد من المكاسب.
كما يأتي الضغط على عوائد السندات البريطانية للتراجع اليوم بعد الانكماش غير المتوقع لمؤشر Halifax لأسعار المنازل وهذا ما بدوره يعطي المزيد من التشجيع لبنك إنكلترا لخفض سعر الفائدة هذا الصيف مع استمرار تدفق العلامات السلبية من سوق الإسكان.
كان اخر تلك العلامات السلبية هو تراجع أنشطة الإسكان الذي تم الإشارة اليه في تقرير مديري المشتريات الانشائي يوم أمس عن نفس الفترة.
فيما تراجعت أسعار المساكن بنسبة 0.2% في يونيو الفائت على أساس شهري مخالفةً للتوقعات بنمو بنسبة 0.2% وبقيت القراءة دون تغيير عند نمو بنسبة 1.6%.
بعيداً عن المملكة المتحدة، شهدنا بعض الليونة في المسار التفاوضي لوقف إطلاق النار في غزة مع الحديث عن فرصة حقيقة لتحقيق اختراق فعلي. هذا الوقف لإطلاق النار إن تحقق قد يقود إلى مسار أوسع للتهدئة في عموم الشرق الأوسط ذلك أن استمرار الحرب في غزة كان يهدد باشتعال أكثر من جبهة في الإقليم وادخاله في حالة من الفوضة الكلية.
فيما أعتقد أن هذا الانحسار في المخاوف من الحرب الإقليمية قد يقلل من قوة الدولار بصفته ملاذاً آمناً بما يدفع للتخلي عن بعض من مكاسبه أمام العملات الرئيسية.