تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٩ يوليو ٢٠٢٤
يتراجع النفط الخام عبر المعياريين الرئيسين اليوم بنسبة 0.2% و0.3% لكلن من برنت وغرب تكساس الوسيط وذلك ضمن التراجعات المستمرة لليوم الثالث على التوالي بعد أن بلغت الأسعار أعلى مستوياتها منذ منتصف أبريل الفائت تقريباً.
تراجعات الخام تأتي مع انحسار المخاوف حول سلامة امدادات النفط في الولايات المتحدة بعد عدم تضرر مرافق النفط إضافة إلى الأمل بإمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة والذي من شانه أن ينزع فتيل حرب إقليمية واسعة.
حيث لم يتسبب الاعصار من الدرجة الأولى – الخامسة سابقاً – الذي جاء مع العصافة الاستوائية Beryl بالضرر لمنشآت نقل النفط المشاطئة لخليج تكساس بعد إغلاقها احترازياً فيما وتسبب بوقوع عدد من الضحايا وبقي أكثر من مليوني مستخدم بدون كهرباء هناك.
في الشرق الأوسط، يطفو بعض من الأمل بإمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وذلك مع المفاوضات المستمرة والتي إلى الأن لم تخرج بشيء سيؤدي إلى تحول جوهري في الحالة الراهنة. هذا الوقف للأعمال القتالية من شأنه أن يبعد شبح حرب إقليمية تستعد للاشتعال من بوابة جنوب لبنان وقد يمتد ليشمل أكثر من دولة في الإقليم أو حتى خارجه بما يبقي على حالة من عدم اليقين في أسواق الطاقة.
في كل الأحوال، لا أعتقد أن الوقع السياسي في إسرائيل يخدم مسار التهدئة في كلا الجبهتين المشتعلتين وذلك مع ضغط أحزاب أقصى اليمين نحو المزيد من التصعيد.
أما عالمياً، لا يبدو الواقع الاقتصادي أنه يساعد أسواق الطاقة على الاحتفاظ بمكاسبها مطولاً. ذلك أن أنشطة الخدمات والتصنيع في الولايات المتحدة تنكمش والبطالة آخذة في الارتفاع وسوق الإسكان يسجل المزيد من علامات الضعف وذلك ضمن سلسلة البيانات التي شهدناها منذ مطلع يوليو. الأنشطة الاقتصادية لا تزال تنكمش بوتيرة أسرع في منطقة اليورو أيضاً وبات المستثمرين أكثر تشاؤماً على نحو ملحوظ بعد التحسن المستمر لثمانية أشهر وفق مسح Sentix لهذا الشهر أيضاً. أما في الصين فعلى الرغم من نمو الأنشطة إلا أن المعنويات حول الأشهر المقبلة تراجعت لأدنى المستويات منذ سنوات.
فيما يبقى الأمل بخفض سعر الفائدة في سبتمبر أو نوفمبر المقبلين على ضوء جملة الأرقام السلبية الأخيرة من العوامل الداعمة لأسعار النفط ذلك أنه يتسبب بخفض عوائد سندات الخزانة بما يضعف الدولار الذي يُقيم به سعر الخام.