تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
١٢ يوليو ٢٠٢٤
سجل مؤشر الدولار الأمريكي تداولات متباينة للغاية بالقرب من مستويات 104.30 نقطة اليوم الجمعة، حيث تبحث الأسواق عن اتجاه واضح مع حدوث دوران واضح في أسواق الأسهم. ومع اقتراب خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر،
ومن وجهة نظري سيبتعد المستثمرون عن أسهم التكنولوجيا الكبرى في حال البدء بالتيسير النقدي ويتجهون لاستثمارات جديدة في الأسهم الأصغر والأسهم الممتازة التي تمثل قطاعات أكثر تخصصًا والتي من المتوقع أن تشهد انتعاشًا في الطلب مع تحرير المزيد من الدخل المتاح بمجرد خفض الفائدة.
وعلى الأجندة الاقتصادية، تتنظر الأسواق أرقام مؤشر أسعار المنتجين لشهر يونيو، حيث يمكن للمتداولين والمستثمرين تقييم ما إذا كانت أسعار المنتجين والبائعين على نفس المسار الانكماشي لمؤشر أسعار المستهلك. وفي وقت لاحق من اليوم أيضاً، ستصدر جامعة ميشيغان قراءاتها الأولية لشهر يوليو حول معنويات المستهلك وتوقعات التضخم. لذا أتوقع بعض التحركات المتقلبة في الأسواق، مع المزيد من أرقام البيانات التي قد تتعارض مع قوة صعود الدولار.
ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المنتجين الشهري إلى 0.1% من -0.2%.، وأن يرتفع مؤشر أسعار المنتجين الأساسي الشهري إلى 0.2% من 0.0%، وأن يرتفع مؤشر أسعار المنتجين السنوي بشكل طفيف إلى 2.3% من 2.2%، وترجح التوقعات أن ينمو مؤشر أسعار المستهلك الأساسي السنوي بنسبة 2.5% من 2.3%، وأن يرتفع مؤشر ثقة المستهلك إلى 68.5 من 68.2.أيضاً تتوقع الاسواق أن تبقى توقعات التضخم الاستهلاكي على مدى السنوات الخمس المقبلة عند مستوى 3%.
لذا أعتقد أن اسواق الاسهم تشهد بعض التردد بين المستثمرين الآن بعد أن أصبح خفض أسعار الفائدة في سبتمبر أمراً شبه مؤكد. لذا تشهد أسهم التكنولوجيا الكبرى عمليات جني الأرباح، في حين تشهد الأسهم الصغيرة والكبرى تدفقات واردة كبيرة. وعليه ارتفعت الأسهم الأوروبية بنحو 0.50% خلال اليوم، في حين سجلت العقود الآجلة الأميركية انخفاضاً طفيفاً.
وتبلغ الآن احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس 86.4%. وتبلغ احتمالات تثبيت أسعار الفائدة مؤقتًا 7.5%، في حين تبلغ احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس 6.2% .
كما يتداول العائد على سندات الولايات المتحدة لمدة 10 سنوات عند 4.22%، بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى جديد لعام 2024 يوم الخميس في أعقاب أرقام مؤشر أسعار المستهلك.مما تسبب في المزيد من الضغط على تداولات الدولار.
وهنا أقول أن الدولار الأمريكي تعرض لضربة قوية بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك، التي تزامنت مع تدخل اليابان في سوق الصرف الأجنبي والذي دعم الين الياباني. لكن هذا التأثير سرعان ما تلاشى تدريجيًا من سوق الصرف الأجنبي. وهذا، برأيي مؤشر على عدم رغبة المستثمرين في السوق إلى حدوث انخفاض عميق للدولار الأمريكي على الرغم من البيانات المشجعة.
واليوم، قد تحرك أرقام مؤشر أسعار المنتجين السوق نظرًا لأنه مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، ونعتقد أن انخفاضًا آخر في الدولار الأمريكي ممكن نظرًا لقناعة الأسواق المتزايدة بتخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياساته النقدية، وقد يعيد مؤشر الدولار الأمريكي اختبار أدنى مستوياته في يونيو عند 104.00 نقطة.
لكنني أعتقد أن التطورات التي شهدناها هذا الأسبوع تسلط الضوء على حقيقة مفادها أن ضعف البيانات في العديد من الاقتصادات الكبرى من شأنه أن يغذي البنوك المركزية الأكثر ميلاً إلى التيسير النقدي، وهو ما يؤكد أن البيانات والأرقام النسبية الحالية ينبغي أن تستمر في دعم الدولار على المدى المتوسط والبعيد. وسوف تكون بيانات اليوم أساسية في تحديد توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في المدى القريب.