تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
١٥ يوليو ٢٠٢٤
يميل النفط الخام إلى الثبات مع بداية الأسبوع الجديد مع تماسك معياري برنت وغرب تكساس الوسيط بالقرب من 85 و82 دولاراً للبرميل على التوالي.
تحركات النفط تأتي بعد الأرقام المتباينة لأداء الاقتصاد الصيني مع تباطؤ أشد من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي ومبيعات التجزئة وذلك في إشارة سلبية حول مستقبل الطلب على الخام من قبل أكبر مستورد في العالم.
تنظر أسواق الطاقة أيضاً بعين الحذر إلى الشرق الأوسط مع المخاوف من تعثر مسار المفاوضات بعد استهداف الرجل الثاني في حماس وذلك بما يبقي على مخاوف الحرب الإقليمية الواسعة في الأذهان.
فمن الصين فقد تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي من 5.3% إلى 4.7% في الربع الثاني على أساس سنوي وهو ما تجاوز التوقعات عند 5.1%.
إضافة إلى ذلك، فقد نمت مبيعات التجزئة بأبطأ وتيرة لها منذ يناير 2023 بنسبة 2% في يونيو على أساس سنوي بعيداً عن التوقعات بنمو بنسبة 3.3% علاوة استمرار انكماش أسعار المنازل للشهر الثالث عشر على التوالي وبنسبة 0.67% في نفس الفترة. فيما أن هذه الأرقام تؤكد على استمرار حالة المعنويات الضعيفة لدى الأفراد.
في المقابل، فقد تباطأ نمو الإنتاج الصناعي بأقل من المتوقع إلى 5.3% من 5.6%. في حين قادت قطاعات التحويل والتكنولوجيا المتقدمة النمو في يونيو، وفق المكتب الوطني للإحصاء في الصين (NBS).
كما تحدث NBS عن دور الدعم الحكومي وتحسن الطلب الخارجي وتطور القوة الإنتاجية ذات الجودة العالية في دعم تحسن الأداء الاقتصادي في النصف الأول من هذا العام.
هذه البيانات المتفاوتة من شانه أن تعكس استمرار التوجه لدعم القطاعات ذات الجودة والتكنولوجيا العالية أكثر من غيرها كالعقارية أو الاستهلاكية. عليه، فإن الفترات من النمو الأضعف من السابق قد تستمر مطولاً.
أما في منطقة اليورو، فقد انكمش الإنتاج الصناعي للشهر الثاني على التوالي وبأسرع وتيرة منذ يناير الفائت بنسبة 0.6% في مايو إلا أن هذا كان أقل من المتوقع عند انكماش بنسبة 0.9%.
منطقة اليورو كانت قد قدمت سلسلة من البيانات السلبية خلال الأسابيع الفائتة وهي ما كانت لا تساعد على استمرار مكاسب أسعار النفط ذلك أن انتعاش اقتصاد الإقليم هو جزء رئيسي من انتعاش الطلب الخارجي لدى الصين الذي يحفز بدوره الطلب على الخام.
على الجبهة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، فقد شهدنا تطوراً خطيراً خلال العطلة وذلك مع استهداف محمد الضيف، الرجل الثاني في حماس وأحد أهم العقول المدبرة. هذا الاستهداف يثير المخاوف حول إمكانية استمرار المسار التفاوضي الذي يم يفضي إلى تحول جوهري في المشهد، إلا أن حماس قالت إنها مستمرة في التفاوض، وفقاً لرويترز.
هذا التعثر في المفاوضات أو إطالة امدها من شانه أن يبقي على استمرار الأعمال العسكرية في الجنوب اللبناني بما قد يدفع في النهاية إلى حرب إقليمية واسعة لا تقتصر على تلك الحدود. هذه الحرب قد تكون بمثابة فخ وبلا نهاية ومرهقة للإسرائيليين وفق لصحيفة The Washington Post نقلاً عن مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي الاسرائيلي. عليه، فإن هذا قد يشجع إسرائيل لجر الولايات المتحدة إلى هذا الصراع بما قد يوسع نطاق هذه الحرب أكثر فأكثر.