تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
٢٢ يوليو ٢٠٢٤
ارتفع سعر الذهب(XAU/USD) لبعض الوقت مع بداية تعاملات الأسبوع اليوم الاثنين حول 2410 دولار قبل أن يعود إلى 2394 دولار حالياً، ويمكنني القول بأن هذه الارتفاعات المبكرة جاءت نتيجة حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة بعد التقرير الذي يفيد بانسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي.
بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد أنه سينهي حملته لإعادة انتخابه وسيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفصيل حول قراره. ما من شأنه أن يزيد من تقلبات السوق. فمن رأيي مع عدم اليقين بشأن من سيكون المرشح، سيسعى المستثمرون إلى ملاذ آمن حتى يتمكنوا من تقييم ما إذا كان البديل لبايدن سيستمر أم لا أو أن هناك المزيد من التنظيم والمزيد من سياسات التدخل الحكومي لإدارة بايدن في المدى القريب.
أيضاً الوضع الاقتصادي المقلق في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يساعد في دعم ارتفاع سعر الذهب. حيث تواجه صناديق التحوط الصينية التي تبلغ قيمتها 715 مليار دولار ضغوطا متجددة بسبب القواعد التنظيمية الأكثر صرامة التي ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، مما سيدفع بعض شركات الاستثمار إلى السعي للحصول على تمويل إضافي، كما ستفرض المبادئ الجديدة لأسواق التجزئة اعتبارا من الأول من أغسطس قيم أصول أعلى للصناديق، فضلا عن قواعد استثمار وتسويق صارمة، مما قد يدعم ارتفاع الأسعار في المدى المتوسط.
من ناحية أخرى، أعتقد أن التعليقات المتساهلة من مسؤولي الفيدرالي وزيادة احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر فشلت في تعزيز سعر الذهب يوم الجمعة. بعد أن قال صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي إن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا ينبغي أن يخفض أسعار الفائدة حتى أواخر عام 2024. والآن من وجهة نظري سيراقب المستثمرون البيانات الاقتصادية الأمريكية هذا الأسبوع. وسيكون مؤشر مديري المشتريات العالمي والناتج المحلي الإجمالي (GDP) الأمريكي الأولي لـ S&Pللربع الثاني، إلى جانب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، هي الأهم هذا الأسبوع. حيث يمكن أن تؤدي القراءات الأقوى من المتوقع إلى إحباط الأمل في خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي هذا العام وبالتالي سيتوقف ارتفاع سعر الذهب.
كما دفع خروج الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي بعض المستثمرين إلى التخلي عن بعض الصفقات التي راهنوا فيها على فوز ترامب . وهذا بدوره يبقي ثيران الدولار الأمريكي في موقف دفاعي ويقدم بعض الدعم للسلع المقومة بالدولار.
أيضاً أعتقد إن المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني، والمخاطر الجيوسياسية الناجمة عن الحرب المطولة بين روسيا وأوكرانيا والصراعات الجارية في الشرق الأوسط، تزيد من قوة سعر الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، يفتقر الذهب إلى قوة الشراء المستمرة حيث ينتظر المتداولون صدور بيانات التضخم الأمريكية المهمة هذا الأسبوع للحصول على إشارات حول مسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيحدد المسار القريب الأجل للذهب غير المدر للعائد.
والآن، انخفض سعر الذهب(XAU/USD) قليلاً عن مستوى الدعم الرئيسي عند 2400 دولار في جلسة نيويورك اليوم الاثنين. ويؤدي الانخفاض على الرغم من ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس لقيادة الديمقراطيين ضد الجمهوريين بقيادة دونالد ترامب إلى تعميق حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة. وتاريخيًا، يوجه المستثمرون استثماراتهم نحو الذهب كتحوط ضد عدم اليقين السياسي.
ومن وجهة نظري أدى هذا إلى توقف صعود الدولار الأمريكي لبعض الوقت صباح اليو، وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي(DXY)، قليلاً إلى 104.20 بعد انتعاش قوي من أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 103.65. لكن عادت الاحتمالات الأعلى لفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية لتدعم انتعاش الدولار الأمريكي. حيث ترى الأسواق أن فوز ترامب هو عبارة عن موت للنمو الاقتصادي حيث وعد بخفض الضرائب على الشركات وأسعار الفائدة . وقد أدى هذا إلى تأجيج المخاطر الصعودية لتوقعات التضخم لدى المستهلكين . غير احتمالات فرض ترامب للمزيد من القيود التجارية.
وفي الوقت نفسه، انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4.22%. وتعمل العائدات المنخفضة على الأصول التي تدر فائدة على تقليص التكلفة البديلة للاستثمار في الأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب.
ويأتي هذا في الوقت الذي قامت فيه السوق بتسعير كامل لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يساهم في ضعف الدولار الأمريكي ويقدم الدعم لأسعار الذهب. لكن مع حلول نهاية الاسبوع سيكون المحرك الرئيسي للسوق بيانات التضخم الأمريكية، الأمر الذي بدوره سيدفع الطلب على الدولار الأمريكي في الأمد القريب ويوفر زخما اتجاهيا جديدا للسلع والذهب في حال جاءت أقوى من المتوقع.