اليورو عند أدنى مستوياته في أسبوعين مع اتساع فجوة الأداء الاقتصادي وعوائد السندات مع الولايات المتحدة

تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com

٢٤ يوليو ٢٠٢٤

يستمر تراجع اليورو أمام الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي بنسبة 0.2% ويبلغ بذلك أدنى مستوى له منذ قرابة الأسبوعين. 1.08313.

تراجع اليورو يأتي مع تسجيل الأداء الأضعف من المتوقع لأنشطة القطاع الخاص في منطقة اليورو إضافة إلى اتساع فجوة العائد ما بين سندات الخزانة وسندات الإقليم لأعلى مستوى في عشرين يوماً، وذلك وعلى الرغم من الانتعاش، الذي يبدو مؤقتاً، لمعنويات المستهلك في ألمانيا.

حيث شهدنا جملة من تقارير S&P Global لمديري المشتريات الخدمية والتصنيعية لألمانيا وفرنسا ومنطقة اليورو والتي أكدت على استمرار الأداء الضعيف عبر الإقليم وخصوصاً كبرى اقتصاداته. اليوم أيضاً شهدنا انحساراً أسرع من المتوقع لتشاؤم المستهلك الألماني وفق مؤشر GfK لمناخ المستهلك.

هذا الأداء الضعيف للأنشطة الاقتصادية أدى إلى انخفاض عوائد سندات دول الإقليم. هذا ما أدى بدوره أدى إلى المزيد من اتساع فجوة العائد ما بين سندات الخزانة الأمريكي وسندات الإقليم. حيث بلغ الفرق ما بين عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام ومقابلتها الألمانية أعلى مستوى منذ 3 يوليو الفائت عند 1.822%.

استمرار الأداء الضعيف لاقتصاد الإقليم من شأنه أن يدفع فجوة العائد للمزيد من الارتفاع لحساب سندات الخزانة وهذا ما قد يشكل أهم العوامل السلبية لليورو على الأجل القصير.

فيما لم يستطع اليورو الاستفادة من شبه اليقين حول إمكانية خفض الفيدرالي لسعر الفائدة في سبتمبر المقبل وإمكانية خفضها مرة أخرى في نوفمبر أو ديسمبر وذلك نظراً لاستمرار الأداء الاقتصادي المخيب وفجوة العائد المرتفعة.

حالة عدم اليقين السياسي أيضاً في الولايات المتحدة بعد افعوانية السباق الرئاسي من شأنه يعيد لعوائد سندات الخزانة تيارها الصاعد، وهذا بطبيعة الحال من شأنه أن يقدم المزيد من الدعم للدولار على حساب اليورو. فمحاولة اغتيال ترامب وانحساب جو بايدن والتفاؤل حول كاميلا هارس كمرشح بديل للديمقراطيين قد أدخلت السباق الرئاسي في منعطفات متتالية حادة للغاية.

في البيانات اليوم، فجاء انحسار تشاؤم المستهلك الألماني في يوليو بدفع الارتفاع الجوهري في توقعات الدخل وبعض التحسن في النية للشراء، وفق مسح GfK لمناخ المستهلك. في حين يرى خبير المستهلك في معهد نورمبرغ لقرارات السوق (NIM)، Rolf Buerkl، إلى أن استدامة هذا الانتعاش في المعنويات موضع تساؤل ذلك أنه قد يرجع إلى الزخم الذي أحدثته بطولة كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في ألمانيا مؤخراً.

إلا أن أنشطة القطاع الخاص تظهر واقعاً مختلفاً في نفس الفترة واتجهت إلى الانكماش وذلك بضغط أنشطة التصنيع، وفق S&P Global. فيما جاء هذا الأداء السيء لأنشطة المصانع مع انكماش الطلبيات الجديدة بأحد وتيرة منذ ثلاثة أشهر وذلك في مقابل نمو الطلبيات الجديدة في الخدمات للشهر الرابع على التوالي. كما أن المعنويات في قطاع الخدمات قد تحسنت في مقابل المعنويات المنخفضة في قطاع التصنيع التي تقع عند أدنى المستويات في أربعة أشهر. في حين أن قراءة كلا مؤشري مديري المشتريات للقطاعين كانت ما دون المتوقع.

هذا الأداء الضعيف لأنشطة التصنيع مشابه لما هو عليه في فرنسا مع استمرار الانكماش هناك أيضاً وذلك مع ظروف الطلب الصعبة. إلا أن أنشطة الخدمات قد جددت نموها الطفيف في فرنسا، على نحو غير متوقع، وذلك لأول مرة منذ أبريل الفائت على الرغم من تراجع الطلب، فيما أن هذا النمو قد يعود بجزء منه إلى الألعاب الأولمبية التي أقيمت هناك، وفق التقرير.

مع هذا الأداء الضعيف في كل من كبرى اقتصادي منطقة اليورو، فمن غير المستغرب أن تسجل الأنشطة عبر الإقليم أسوء أداء لها منذ أشهر. حيث كانت قد انكمشت أنشطة التصنيع بوتيرة أسرع من المتوقع وكان نمو الخدمات ما دون المتوقع. فيما انخفضت الطلبيات الجديدة للشهر الثاني على التوالي وبلغت ثقة الأعمال أدنى مستوى لها في ستة أشهر إضافة إلى خفوت زخم التوظيف. كما المعتاد، كانت أنشطة المصانع هي من قادت الأداء الضعيف للأنشطة حيث انخفض الإنتاج لأدنى مستوى منذ بداية العام. في حين أن ضعف طلبيات الصادرات يفسر جزءاً من ظروف الطلب الضعيفة أيضاً. وعلى الرغم من ذلك كله، بقيت الشركات متفائلة حول المستقبل وإن كان هذا التفاؤل عند أدنى مستوى له في ستة أشهر.

أما اليوم، نترقب أيضاً تقارير S&P Global لمديري المشتريات للولايات المتحدة لنفس الفترة. في حين أن توفق أداء الأنشطة هناك على التوقعات من شأنه أن يعمق خسائر اليورو ويوسع فجوة الأداء الاقتصادي وعوائد السندات بطبيعة الحال.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يكمل مكاسبه اليوم على الرغم من مخاوف البنوك المركزية حول عودة التضخم ووسط تفاقم التوتر في الشرق الأوسط

سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ يستأنف الذهب مكاسبه اليوم بعد ...

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية بشكل جماعي عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة

جورج خوري، المدير العالمي لقسم الأبحاث والتعليم لدى CFI شهدت أسواق الأسهم الخليجية اليوم ارتفاعًا واسع النطاق، مدفوعًا بشكل أساسي بقرار مجلس الاحتياطي ...

الذهب يرتفع مدفوعا بخفض الفائدة وانخفاض عائدات سندات الخزانة

فادي الكردي- مؤسس و رئيس مجلس الإدارة FFA Kings ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ واصل الذهب ارتفاعه ...