تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٣٠ يوليو ٢٠٢٤
يتعرض الذهب لبعض الضغط اليوم للتخلي عن مكاسبه والتراجع ما دون مستوى 2390 دولاراً للأونصة.
تحركات الذهب تأتي مع العلامات الإيجابية لسوق العمل في الولايات المتحدة وتجاوز فرص العمل التوقعات إضافة إلى تراجع أقل من المتوقع لثقة المستهلك. فيما تذكي المخاوف الجيوسياسية المرتفعة للغاية في الشرق الأوسط والأداء الباهت لاقتصاد منطقة اليورو حالة عدم اليقين بما يحفظ للمعدن الأصفر مكاسبه.
فمع أولى أرقام سوق العمل في هذا الأسبوع الحافل بالبيانات الحاسمة، ارتفع عدد فرص العمل في تقرير JOLTS إلى 8.184 مليوناً في يونيو الفائت وهو ما كان أعلى من المتوقع والأعلى منذ مارس الفائت.
إضافة إلى ذلك، فقد تراجعت قراءة مؤشر ثقة المستهلك في يوليو إلى 100.3 من 100.4 وهذا ما كان أفضل من المتوقع أيضاً. وفي حين أن المستهلك لا يزال يتمتع بمعنويات مرتفعة تجاه سوق العمل إلا أنه لا يزال متخوفاً من الأسعار ومعدلات الفائدة المرتفعة وعدم اليقين حول المستقبل، وفق الـ Conference Board.
حتى مع هذه الأرقام الأفضل من المتوقع، فإن فرضيات الأسواق حول مسار أسعار الفائدة هذا العام لم تتغير سلباً، حيث لا تزال تتوقع خفضاً شبه حتمي في سبتمبر وخفض آخراً باحتمالية أقل في نوفمبر أو ديسمبر، وأعتقد أن هذا ما يحد من التأثير السلبي على الذهب.
فيما تبلغ احتمالية الخفض بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر المقبل قرابة 90% وخفضاً آخراً بنفس القدر باحتمالية 60% و40% تقريباً في كل من نوفمبر وديسمبر على التوالي، وفق CME FedWatch Tool.
على الجانب الأخر للأطلسي، يساهم الأداء المتأرجح لاقتصاد منطقة اليورو في اذكاء عدم اليقين حول سلامة الاقتصاد العالم وهذا ما من شأنه أن يحفظ للذهب بريقه.
حيث كان قد تفوق نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني في كل من منطقة اليورو وفرنسا واسبانيا على التوقعات قليلاً في مقابل الانكماش غير المتوقع للاقتصاد الألماني. حتى مع تفوق نمو اقتصاد الإقليم على التوقعات الا انه لا يزال ضئيلاً عند 0.3% فقط مقارنة مع الربع الأول. فيما أن الأرقام الباهتة لاقتصاد الإقليم تأتي استكمالاً لسلسلة البيانات السلبية التي شهدناها عبر يوليو والتي أشارت في مجملها إلى المعنويات المتدنية سواء للمستثمرين أم أصحاب الأعمال.
كما يحظى الذهب أيضاً بدعم المنسوب المرتفع للغاية للمخاوف الجيوسياسية القادمة من الشرق الأوسط مع احتمالية انجرار الإقليم إلى حرب إقليمية واسعة.
في حين يزال شبح الحرب يحوم في جبهة جنوب البنان منذ عطلة نهاية الأسبوع، إلا أننا نجد بعض العلامات المطمئنة والتي تشير إلى أن الحرب الشاملة ليست مرجحة للغاية كما يبدو – حتى مع تفويض مجلس الحرب لبنيامين نتنياهو للتخطيط للهجوم والاغلاق غير الرسمي للمجال الجوي في لبنان.
حيث تحدث المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كريبي، عن أن المخاوف حول حرب شاملة قد تشنها إسرائيل على لبنان مبالغ بها، وفق ما نقلته Axios. أيضاً فلا تزال الولايات المتحدة وفرنسا ودول من الإقليم تسعى لنزع فتيل هذه الحرب، في حين يعتقد مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم سيكون محدوداً، وفق The Washington Post. هذا ما يعتقده وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، بشأن محدودية الهجوم، وفق ما نقلته CNN وكذلك مسؤولو حزب الله وفق The Wall Street Journal.