تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٢ أغسطس ٢٠٢٤
يقترب الذهب مجدداً من مستوياته التاريخية مع تجاوزه لمستوى 2470 دولاراً للأونصة وبذلك يستعد لتسجيل أعلى اغلاق اسبوعي في تاريخه.
مكاسب الذهب اليوم تأتي مع أضعف أداء لسوق العمل في الولايات المتحدة منذ قرابة عامين ونصف مما دفع عوائد سندات الخزانة للتخلي عن كافة مكاسب هذا العام، وذلك بالتزامن مع أعلى مستويات التوترات الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
حيث أن الأرقام الصادمة من مكتب احصائيات العمل اليوم قد غيرت من فرضيات الأسواق على نحو جوهري بما يخص الخطوات المقبلة للاحتياطي الفيدرالي، وأصبحت متفائلة على نحو غير مسبوق بالخفض المتعدد لسعر الفائدة هذا العام.
فقد أضاف سوق العمل غير الزراعي 114 ألف وظيفة فقط في يوليو الفائت وهذا ما كان بعيداً للغاية عن متوسط التوقعات عند 176 ألفاً وهذا الرقم ما يمثل أيضاً أدنى قراءة منذ يناير من العام 2021. علاوة على ذلك، فقد ارتفعت البطالة على نحو غير متوقع إلى 4.3% وهذا ما يمثل أعلى مستوى أيضاً منذ أكتوبر من العام 2021. كما أن نمو متوسط أجر الساعة كان أبطء من المتوقع عند 0.2%.
فيما كانت الأسواق حتى الأمس تتوقع بشكل شبه يقيني، باحتمالية 90%، بخفض الفيدرالي للمعدلات بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر. أما الأن، فهي منقسمة في توقعاتها ما بين الخفض بمقدار 25 أو 50 نقطة في سبتمبر، علاوة على خفض أخر أو خفضين بمقدار 25 نقطة ما بين نوفمبر وديسمبر وبذلك قد نشهد خفضاً بمقدار نقطة مؤية كاملة هذا العام، وفق CME FedWatch Tool.
هذا التحول الجوهري للتوقعات دفع عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام إلى المزيد من الهبوط الحاد لتصل إلى مستوى 3.792% وهو الأدنى منذ ديسمبر من العام الفائت.
فيما أعتقد أن هذه الأرقام قد تعطي الراحة للفيدرالي لخفض سعر الفائدة لأكثر من مرة هذا العام ليس فقط بسبب تراجع التضخم وتخفيف حدة التشدد النقدي، بل لمنع المزيد من التراجع لسوق العمل والذي من شأنه أن يعيد مخاوف الركود إلى الأذهان من جديد بعد أن غابة طيلة هذا العام.
ما يبقي للذهب قدرته على الاحتفاظ بمكاسبه القوية هو شبح الحرب الإقليمية الذي يحوم في كافة أرجاء الشرق الأوسط تقريباً. حيث تترقب الأسواق بحذر ما الذي سيترتب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.
ذلك أن تلك الاغتيالات جعلت مسؤولي الإدارة الامريكية قلقين من مواجهة إسرائيل لرد متعدد الجبهات وهذا ما يدفع إدارة بايدن والدول الإقليمية لتكثيف الاتصالات لنزع فتيل الحرب الشاملة واحياء مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة في غزة، وفق The Wall Street Journal. كما تحدث الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الأمس عن أن الصراع قد دخل مرحلة جديدة وقال إن إسرائيل لا تدرك الخط الأحمر الذي تجاوزته.
في حين أن سلسلة التطورات التي شهدها هذا الأسبوع قد لن تتوقف على مسألة ما هو الرد المحتمل من إيران أو حزب الله وحلفائهما على اسرائيل، لا بل قد تمتد لتجعل ملف الشرق الأوسط بأكمله أكثر تعقيداً من ذي قبل. حيث أن استمرار التصعيد غير المسبوق على نحو متتالي قد يجعل المفاوضات حول الملف الايراني أكثر صعوبة وقد يحفز الجمهورية الإسلامية على المضي في برنامجها النووي، وفق The New York Times.
وإن كثفت الولايات المتحدة جهودها لمنع انزلاق الشرق الأوسط إلى حافة الحرب الإقليمية بما يجرها إلى هناك إلا أنها أكد على استمرار دعمها العسكري لإسرائيل، وفق Axios. هذا ما أعتقد أنه يعطي الراحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستمرار في التصعيد على كافة جبهات الإقليم. أضف إلى ذلك، فإنه يحتاج إلى الاستمرار في التصعيد على ضوء الضغوط من حلفائه من أحزاب أقصى اليمين وذلك لإبقائه في السلطة، وفق Politico.