تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٥ اغسطس ٢٠٢٤
انخفض سعر الذهب(XAU/USD) بشكل قوي اليوم الاثنين إلى ما دون 2400 دولار ليصل في وقت كتابة هذا التعليق إلى 2376 دولار. حيث واجه المعدن الثمين ضغوط بيع كبيرة مع بدء جني الأرباح في محاولة لاستعادة أعلى مستوياته على الإطلاق فوق 2480 دولار. وتبقى بذلك التوقعات العامة لسعر الذهب قوية خاصة مع تسجيل عائدات السندات الأمريكية أدنى مستوياتها السنوية.
فقد انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 3.67% مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. ومن وجهة نظري تعمل العوائد المنخفضة على الأصول التي تدر فائدة على خفض التكلفة البديلة للاحتفاظ باستثمار في أصول لا تدر عائدا، مثل الذهب. كما انخفض مؤشر الدولار الأميركي (DXY) إلى أدنى مستوى له في مارس ليصل عند 102.28 نقطة.
كما تُظهر بيانات تسعير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي لمدة 30 يومًا أن المتداولين يرون خفضًا في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر واقعياً. كما تُظهر البيانات أيضًا أنه من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الرئيسية بأكثر من 100 نقطة أساس هذا العام.
وأعتقد أن سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي دفعت الأسواق إلى توقع خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع ، وبرايي هذه اشارة إلى تباطؤ اقتصادي عنيف، أثار الشكوك حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يحقق “الركود الناعم”. وهو بمسمى آخر الهبوط الهادئ وهو حالة يسيطر فيها البنك المركزي على التضخم دون إحداث ركود في الاقتصاد.
ومن وجهة نظري، الفيدرالي الآن في ورطة بين استمرار حربه مع التضخم أم تفادي الركود العنيف في الاقتصاد، حيث يعتبر تدهور ظروف سوق العمل والتباطؤ الحاد في قطاع التصنيع هما المحفزان الرئيسيان اللذان عززا توقعات خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع. خاصة وقد أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو أن الطلب على العمالة تباطأ بشكل كبير، وارتفع معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر الثاني 2021، في الوقت الذي لايزال فيه التضخم مرتفعاً ، والآن اما سيخفض الفيدرالي الفائدة ويعود التضخم للارتفاع أو سيثبت الفائدة ويترك الاقتصاد في حالة من الركود.
كانت أعداد الوظائف الجديدة عند 114 ألف وظيفة، وهو ما كان أقل بكثير من التقديرات التي بلغت 175 ألف وظيفة وقراءة يونيو التي بلغت 179 ألف وظيفة. كما قفز معدل البطالة إلى 4.3% مقارنة بالتوقعات والبيانات السابقة التي بلغت 4.1%. وفي الوقت نفسه، انكمش النشاط في قطاع التصنيع، وفقًا لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات، بوتيرة أسرع إلى 46.8 في يوليو.
وعليه أعتقد أن أسعار الذهب ستحاول الحفاظ على قوتها بينما الدولار الأمريكي وعوائد السندات تنخفض بشكل حادوانخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 4.0% لأول مرة في ستة أشهر. حيث يدعم انخفاض العائدات على الأصول التي تحمل فائدة قوة الأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب، ويقلل من التكلفة البديلة للاحتفاظ بالاستثمار فيها.
وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية الحادة والمخاوف المتزايدة من تباطؤ الاقتصاد العالمي. انخفضت أسعار الذهب في عمليات جني أرباح صحية للغاية في الأسواق، ويبدو أن الصراعات في الشرق الأوسط اتسعت مع إعلان حزب الله في لبنان إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل يوم السبت ردًا على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران.و تاريخيًا، تزيد التوترات الجيوسياسية من جاذبية الذهب كملاذ آمن لكن هذه المرة تبدو مختلفة.
فمن رأيي تدهورت بيئة الطلب العالمية بسبب ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية. حيث تمر ثاني أكبر دولة في العالم، الصين، بمرحلة هشة اقتصادياً بسبب ضعف الطلب في كل من الأسواق المحلية والخارجية. وقد انكمش مؤشر مديري المشتريات التصنيعيCaixin بشكل مفاجئ في يوليو إلى 49.8. كما يواجه اقتصاد منطقة اليورو أيضًا مشاكل مماثلة في أكبر دولها. والآن، أدى تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى إثارة مخاوف الركود من جديد.
في النهاية ستركز الأسواق اليوم الاثنين، على أرقام مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي ISMلشهر يوليو، ومن المتوقع أن يظهر تقرير مؤشر مديري المشتريات أن الأنشطة في قطاع الخدمات انتعشت إلى 51.0 بعد انكماشها إلى 48.8 في الشهر السابق. كما سيركز المستثمرون على مؤشرات أخرى لمديري المشتريات الخدمية، مثل الأسعار المدفوعة والطلبات الجديدة، والتي تشير إلى التغيرات في أسعار المدخلات والطلب المستقبلي على التوالي، لتستطيع تحقيق الاستقرار والمنطقية في توقعات أسعار الفائدة وسياسات الفيدرالي المستقبلية.