تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٦ اغسطس ٢٠٢٤
تكبدت عملة البيتكوين أكبر خسارة لها منذ انهيار بورصة FTXخلال الأيام القليلة الماضية بعد انخفاضها بنحو 20% بين الجمعة وصباح الاثنين، لكنها انتعشت بتواضع مع بداية تعاملات اليوم الثلاثاء لتتداول حالياً عند 55511 دولار. وقد أدت هذه الخطوة إلى رفع خسائر سوق العملات المشفرة منذ بداية أغسطس إلى أكثر من نصف تريليون دولار.
حيث أدت سلسلة من الأحداث الهبوطية، منها بيانات الرواتب غير الزراعية التي جاءت أقل من المتوقع ، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ورفع أسعار الفائدة اليابانية، وزيادة احتمالات فوز كامالا هاريس في بولي ماركتس إلى جانب انخفاض السيولة في نهاية الأسبوع إلى تفاقم التأثير السلبي على السوق.
ولم يقتصر الانهيار على العملات المشفرة، حيث هبط سوق رأس المال بأكمله، وكانت سوق الأسهم اليابانية هي الأكثر تضرراً.
وهنا أقول أن آخر مرة واجهت فيها سوق المال مثل هذه الموجة البيعية كانت في 12 مارس، في أعقاب حالة الطوارئ العالمية بسبب تأثير كوفيد-19. وتعرضت عملة البيتكوين لهبوط بنسبة 37%، حيث انخفضت من 7911 دولار إلى 4971 دولار. ومع ذلك، فإن الأزمة الخارجية لم تغير أساسيات حركة سعر البيتكوين في ذلك الوقت. حيث أن برامج التيسير الكمي وخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك حينها دعمت ارتفاع عملة البيتكوين بسرعة وبأكثر من 1000% إلى 57322 دولار خلال غضون عام.
وعلى نحو مماثل لما يجري الآن، حيث بدأ المستثمرون الكبار في السوق، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس إيلون ماسك وجيريمي سيجل من وارتون، في توقع خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه في سبتمبر. وتظهر البيانات أن احتمالات خفض أسعار الفائدة بأكثر من 50 نقطة أساس تجاوزت 55%.
لذا أعتقد أنه يجب مراقبة ما إذا كان سوق العملات المشفرة قد وجد قاعه فعلياً، حيث أن أكثر من مليار عملة في التصفية قد تشير إلى قاع محتمل في المدى القريب والمتوسط. خاصة وأن سعر البيتكوين لا يزال أعلى من متوسط تكلفة شركات التعدين. وتاريخياً أشار الانخفاض إلى ما دون هذا المستوى في كل مرة إلى سوق هبوطية سابقاً.
لذا من وجهة نظري يجب الانتباه إلى الصحة العامة لشركات التشفير، حيث يكشف انهيار السوق في عام 2022 أن الانخفاضات الحادة في السوق يمكن أن تؤدي إلى انهيار الشركات ذات الميزانيات العمومية المبالغ فيها في الاستدانة.
أيضاً يجب مراقبة التدفقات عبر صناديق المؤشرات المتداولة للعملات المشفرة لمعرفة ما إذا كان مستثمروا صناديق المؤشرات المتداولة سينضمون إلى موجة الذعر الحالية من خلال بيع ممتلكاتهم أو سيعملون كدعم يوقف انخفاض السوق. وأعتقد هنا أن صناديق المؤشرات المتداولة لعملة البيتكوين قد تشهد تدفقات نقدية كبيرة في وقت لاحق على المدى المتوسط والبعيد، وهذا يعني ارتفاع عنيف في أسعار البيتكوين.
ففي هذه الأثناء، أعلنت شركة كابولا مانجمنت، رابع أكبر صندوق في الاتحاد الأوروبي، عن استثمار 500 مليون دولار في صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة الخاصة بعملة البيتكوين . كما إن 15 ألف مستشار مالي لدى مورجان ستانلي سيعرضون على عملائهم استثمارات فورية في صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة. وبذلك يكون أول من اتخذ هذه الخطوة بين عمالقة وول ستريت، مما يعكس المرحلة الجديدة من تبني البيتكوين. وكان السبب وراء هذا القرار هو الطلب المرتفع من العملاء.
كما أطلقت شركة Futu Securities International، أكبر شركة وساطة عبر الإنترنت في هونج كونج، تداول العملات المشفرة لمستخدميها البالغ عددهم 22 مليونًا. يمكن للعملاء تداول BTCوETHباستخدام دولار الهونج كونج أو الدولار الأمريكي. وهذا برأيي يمكن أن يكون اشارة إلى أن سعر البيتكوين قد يكرر ارتفاعاته العنيفة التي حدثت بعد كوفيد-19 بمجرد استقرار مشاعر السوق بعد الموجة الهابطة الأخيرة.