تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٢ أغسطس ٢٠٢٤
تميل العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 (E-mini) للارتفاع على نحو طفيف اليوم بنسبة 0.23% وذلك هي مستمرة في تقليص خسائرها الحادة التي تعرض لها منذ بداية هذا الشهر.
فيما تستعد أسواق الأسهم لأسبوع جديد قد يكون مليئاً بالتقلبات التي قد تحدثها مفاجئات البيانات بالغة الأهمية، والتي قد تساعد على تكوين صورة أوضح لحال الاقتصاد الأمريكي ومعنويات المستهلك. الصدمات قد تأتي أيضاً من الشرق الأوسط مع المخاوف حول إمكانية خروج الصراع عن السيطرة في الأيام القادمة.
حيث تترقب الأسواق بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر يوليو الفائت ومع التوقعات بتماسك التضخم السنوي عند 3% إضافة إلى عودة الأسعار للنمو مجدداً على أساس شهري. كما ننتظر أرقام أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة وبيانات لسوق الإسكان، إضافة إلى مسوحات توقعات التضخم وثقة المستهلك.
ما يجب الحذر منه مع البيانات الجديدة هو ردة فعل الأسواق غير المتوقعة. فمثلاً، إذا تباطئ التضخم على نحو غير متوقع وبشكل شديد، فإن هذا قد يبدو مشجعاً ذلك مع تعزيز الأمل بخفض سعر الفائدة على نطاق واسع هذا العام، لكن في المقابل فإن المفاجئات السلبية للغاية قد تثير المزيد من المخاوف حول سلامة الاقتصاد الأمريكي. هذا ما حدث فعلاً مع أرقام الوظائف غير الزراعية الصادمة لشهر يوليو.
التقلبات العنيفة بدورها قد تتسبب بدورها بالمزيد من موجات تصفيات مراكز مشتقات الأسهم والمؤشرات وهذا بدوره قد يقود إلى المزيد من التفاعلات المتسلسلة في الأسواق. فموجات التقلبات الهائلة التي شهدناها منذ أواخر يوليو قد تسببت بخفض المراكز المفتوحة للعقود الآجلة لمؤشر S&P 500 في CME لثلاثة أسابيع متتالية وهذا ما لم نراه منذ عام، بحسب تقارير التزامات المتداولين من هيئة تداول العقود الآجلة للسلع (CTFC).
ما قد يشعل تقلبات سوق الأسهم هذا الأسبوع أيضاً هو المفاجئات غير المتوقعة القادمة من الشرق الأوسط. حيث قد يأتي الرد متعدد الجبهات من إيران وحزب الله على الأقل على إسرائيل في الأيام القادمة، بحسب Axios نقلاً عن مصادرها. ذلك يأتي وسط جمود المسار التفاوضي في غزة الذي من شانه ان ينتزع فتيل الحرب الإقليمية الواسعة.
فيما أصبحنا نرى المزيد من علامات انغماس الولايات المتحدة في الإقليم على الرغم من حديثها المتكرر عن عدم نيتها التدخل المباشر في الصراعات، وهذا بدوره قد يقود في النهاية إلى استهداف مصالح الولايات المتحدة. حيث قد دفعت بحاملات طائرات ثانية إضافة إلى الإعلان – النادر – عن توجيه غواصة نووية تحمل صواريخ بالستية إلى مياه الإقليم، وفق The New York Times.