بروتوكولات الايثريوم في جذب المزيد من التدفقات على الرغم من الصناديق الفورية الجديدة والمعنويات الضعيفة

تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

١٣ أغسطس ٢٠٢٤

تستأنف الايثريوم تراجعاتها الملحوظة اليوم بأكثر من 2% وتفشل في استعادة مستوى 2700$ فيما لا تزال تقع بالقرب من أدنى المستويات منذ فبراير الفائت. 

الضغط الذي تتعرض له الايثريوم – الذي يؤدي إلى المزيد من الضعف للعملات المشفرة البديلة الأخرى – يأتي وسط المعنويات الضعيفة في السوق الأوسع. تلك المعنويات الضعيفة تأتي مع المخاوف حول سلامة الاقتصاد الأمريكي وترقب المزيد من البيانات إضافة إلى المخاوف القادمة من اليابان وتلك الجيوسياسية من الشرق الأوسط.

فيما جاءت تراجعات الايثريوم الحادة على الرغم من جملة العوامل الإيجابية وكان أهمها إطلاق الصناديق الفورية في الولايات المتحدة منذ عشرين يوماً. في حين ان إطلاق تلك الصناديق لا يزال موضع تساؤل من جانب قدرته على جذب المزيد من التبني للعملة المشفرة الأكثر استخداماً على الاطلاق.

الصناديق الفورية قد جذبت في المحصلة أقل من 5 مليون دولاراً فقط حتى يوم أمس. لكن مع استثناء التدفقات الخارجة من صندوق Grayscale Ethereum Trust (ETHE)، ستكون صافي التدفقات قرابة 1.9 ملياراً. فيما بلغ صافي أصول مجمل الصناديق قرابة 7.5 مليار دولاراً بما يمثل 2.32% من القيمة السوقية للايثيريوم، وفق SoSo Value.

الهدف من إطلاق الصناديق الفورية هو الليونة للمستثمرين للتعرض للايثيريوم دون تكبد عناء ومخاطر الاحتفاظ بها في المحافظ الرقمية. فيما أن تحول المستثمرين القائمين إلى الصناديق الفورية قد يتسبب بتدفقات خارجة من شبكة الايثريوم وبروتوكولاتها الرئيسية. لكن من هذا الجانب، فلا تبدو هذه هي الحالة.

فمنذ تلك إطلاق الصناديق، كانت بروتوكولات الايثريوم مستمرة بجذب التدفقات، وإن كان ليس بتلك الوتيرة التي شهدناها سابقاً هذا العام نظراً للتوقيت الصعب للسوق. فيما يبلغ اجمالي القيمة المغلقة (TVL) في تلك البروتوكولات، البالغ عددها أكثر من ألف، أكثر من 49 مليار دولاراً أي 19 مليون إيثريوم، وفق DeFiLlama. فيما أن الـ TVL المقومة بالايثريوم كانت قد سجلت هذا الشهر أعلى مستوى لها منذ العام 2022. يتزامن هذا مع النشاط الضعيف نسبياً في الشبكة الذي تسبب في انخفاض الرسوم المحصلة هذا الأسبوع إلى أدنى المستويات منذ 2022.

عامل مهم أيضاً قد يحد من قدرة تلك الصناديق على جذب المستثمرين هو الـ staking الذي لا نجده إلا عبر بروتوكولات الايثريوم. فيما أن لدى أكبر بروتوكولات الـ staking على الاطلاق، Lido، اجمالي قيمة مغلقة لأموال المستثمرين عند 9.79 مليون إيثريوم اليوم وهذا أقل بقليل مما كانت عليه في 23 من يوليو عند إطلاق الصناديق الفورية عند 9.86 مليوناً.

سنرى في الأشهر القادمة ما إذا كانت صناديق الايثريوم ستستطيع فعلاً منازعة البروتوكولات على حصتها السوقية. إلا أن هذا يتطلع المزيد من المعنويات للسوق الاوسع لدفع شهية المخاطر المنخفضة للغاية. على سبيل المثال، يقع مؤشر Speculation Index من Capriole Investments، الذي يقارن أداء العملات البديلة بأداء البيتكوين، عند 10% فقط وهذا ما لا يبعد عن أدنى مستويات هذا العام وذلك في إشارة إلى المستوى المتدني للمخاطرة.

الخفض المتوقع لأسعار الفائدة قد يكون له تأثير مزدوج في وجهات أموال المستثمرين. ذلك أن الخفض قد يقلل من جاذبية عوائد الـ staking إلى جانب أنه قد ينعش من شهية المخاطر. ذلك أن معدلات عوائد الـ staking مرتبطة على نحو كبير بمعدلات الفائدة السائدة في السوق.