تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٣ اغسطس ٢٠٢٤
ارتد سعر الذهب (XAU/USD) من مستويات بالقرب من الذروة الشهرية التي اختبرها السعر اليوم الثلاثاء عند 2475 دولار، مما أدى إلى تلاشي جزء من المكاسب القوية أمس بأكثر من 1٪. ليتداول الآن عند 2463 دولار، حيث تعمل النغمة الإيجابية بشكل عام حول أسواق الأسهم على تقليل الطلب على أصول الملاذ الآمن التقليدية وتضيف بعض الضغط على الذهب وسط حالة من الترقب قبل بيانات التضخم الأمريكية التي يتم مراقبتها عن كثب. ومع ذلك، فإن مجموعة من العوامل الداعمة من شأنها أن تقدم بعض الدعم الايجابي لأسعار الذهب وتساعد في الحد من الخسائر العميقة.
وأعتقد أن نشاط التداول يتحول إلى الهدوء خلال تعاملات اليوم الثلاثاء حيث ينتظر المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المنتجين لشهر يوليو من الولايات المتحدة. خلال اليوم، كما سيصدر معهد ZEWالألماني أرقام بيانات المعنويات الاقتصادية لشهر أغسطس لألمانيا ومنطقة اليورو.
كما يتداول مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) دون تغيير تقريبًا بالقرب من 103.15 نقطة حيث امتنع المستثمرون عن اتخاذ مراكز جديدة كبيرة. وتتداول المؤشرات الرئيسية في وول ستريت اليوم بالقرب من مستويات إغلاق الأسبوع السابق ومدد عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات تصحيحه الهبوطي، حيث خسر ما يقرب من 1٪ خلال اليوم.
ومن وجهة نظري لا يزال المستثمرون قلقين بشأن احتمال اندلاع صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط والحرب المطولة بين روسيا وأوكرانيا. وقد يحد هذا من تفاؤل السوق. غير أن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة تضغط على الدولار الأمريكي وتعمل كدعم لسعر الذهب غير العائد. وبالتالي، سيكون من الحكمة انتظار عمليات بيع قوية قبل تأكيد أن التحرك الإيجابي الأخير الذي شهدناه على مدار الأسبوع الماضي أو نحو ذلك قد فقد الزخم.
ومن الناحية الجيوسياسية صعد الاحتلال الاسرائيلي عملياته جنوب قطاع غزة وسط خطر اندلاع صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، مما عزز الطلب على سعر الذهب كملاذ آمن. ويستعد الاحتلال ايضاً لاحتمال وقوع هجوم وشيك من جانب إيران وحزب الله اللبناني ردًا على اغتيال زعيم حماس في طهران في أواخر يوليو.
وفي هذه الظروف أتوقع أن نرى مستويات قريبة للطلب، وهو ما قد يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع. فضلاً عن ذلك، رفعت أوكرانيا الرهانات في حربها ضد روسيا بغزو الأراضي الروسية، وقد يؤدي هذا إلى قوة اضافية لشراء الذهب من قِبَل المستثمرين. خاصة إذا كان أي من هذه التطورات والحروب يهدد الاستقرار العالمي.
لكن مع كل هذه الأحداث المتصاعدة أرى أنه لا يزال الاتجاه الصعودي لسعر الذهب محدودًا في أعقاب نغمة المخاطرة الإيجابية، حيث اختار المتداولون التحرك في اتجاه متماسك وعرضي قبل صدور أرقام التضخم الأمريكية المهمةاليوم وغداً.
فمن المقرر أن تصدر أرقام مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، ثم مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة غداً الأربعاء، وينبغي أن يوفر ذلك إشارات جديدة حول مسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن تظهر القراءات تباطؤ التضخم في يوليو، مما يمنح البنك المركزي الأميركي مساحة لبدء دورة تخفيف السياسات، ودعم احتمالات تحقيق السلع الأساسية المزيد من المكاسب.
ومن رأيي، تعكس عائدات السندات المنخفضة توقعات أسعار الفائدة المنخفضة، والتي تكون إيجابية بشكل عام لسعر الذهب. لأن الذهب أصل أكثر جاذبية عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، على عكس النقد أو ما يعادله. لذلك، ترتبط العائدات وسعر الذهب بشكل سلبي.
ومن وجهة نظري ستتأثر توقعات أسعار الفائدة بنتائج بيانات مؤشر أسعار المنتجين ومؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، خاصة إذا جاء معدل التضخم في مؤشر أسعار المنتجين أقل من المتوقع بنسبة 0.1% على أساس شهري، فسيؤكد ذلك الضغوط الهبوطية على أسعار السلع المصنعة. وقد يؤدي هذا بعد ذلك إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية، مما يؤدي إلى ضعف التوقعات الأوسع للتضخم ودعم توقعات انخفاض أسعار الفائدة. ومن المرجح أن يؤدي هذا بدوره إلى ارتفاع الذهب. وعلى العكس من ذلك، من المرجح أن ينخفض الذهب إذا جاء معدل التضخم في مؤشر أسعار المنتجين أعلى من المتوقع.
وفي نفس الوقت من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% في يوليو مقارنة بالشهر السابق، سواء بالنسبة للمؤشر الرئيسي أو الأساسي. ويأتي هذا بعد انخفاض بنسبة 0.1% للمؤشر الرئيسي وارتفاع بنسبة 0.1% للمؤشر الأساسي في يونيو. وهنا إذا تجاوز الرقم الحقيقي التوقعات، سيشير إلى ثبات الأسعار، وقد يثير الشك حول افتراض قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مما قد يضعف سعر الذهب في المدى القريب والمتوسط.