تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٥ أغسطس ٢٠٢٤
يتحرك النفط الخام عبر كلا المعياريين الرئيسين، برنت وغرب تكساس الوسيط (WTI)، في نطاق جانبي مع بعض الميل الصعودي بقرابة 0.3%.
تحركات الخام تأتي بعد أرقام باهتة في المجمل من الاقتصاد الصيني فيما تترقب الأسواق مخرجات مفاوضات “الفرصة الأخيرة” لوقف إطلاق النار في غزة والتي من شانها أن تساهم في خفض التوتر في الشرق الأوسط.
فيما شهدنا اليوم جملة من البيانات من الصين بما يخص مختلف جوانب الاقتصاد لشهر يوليو، والتي لا تقدم في مجملها إشارات إيجابية حول مستقبل الطلب على النفط. حيث تباطؤ الإنتاج الصناعي على نحو أشد من المتوقع وارتفعت البطالة بشكل أكبر من المتوقع إلى 5.2%، فيما استمر انكماش أسعار المنازل للشهر الثالث عشر على التوالي. إضافة إلى انخفاض انتاج الطاقة الحرارية بنسبة 4.9% على أساس سنوي، على الرغم من نمو انتاج الطاقة الكهربائية عموماً بنسبة 2.5%.
أما على الجانب، فقد تسارع نمو مبيعات التجزئة بما يفوق التوقعات وذلك بنسبة 2.7% على أساس سنوي.
كما كانت قد تراجعت أسعار النفط الأمس على الرغم من التباطؤ غير المتوقع للتضخم في الولايات المتحدة إلى ما دون 3.0% في يوليو لأول مرة منذ 2021. فيما يبدو أن الأسواق لم تكن مرحبة للغاية بقراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمس ذلك أنها قد ساهمت إعادة ترجيح احتمالية الخفض بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر بدلاً من 50 نقطة، وفق CME FedWatch Tool. أي أن الأسواق قد اعادت النظر في تسعيرها للخفض الطارئ الشديد لسعر الفائدة وخففت من حدة مبالغتها في ردة فعلها بعد أرقام الوظائف الصادمة لشهر يوليو، وهذا ما قد يبرر الاستجابة السلبية لأسعار النفط.
أما في الشرق الأوسط، فإن المفاوضات التي ستعقد في قطر اليوم لوقف إطلاق النار في غزة قد تكون من نقاط الانعطاف المصيرية في الإقليم. ذلك أن الاتفاق المحتمل من شأنه يؤدي منع المزيد من التصعيد بما قد يشعل حرب إقليمية شاملة وهذا ما دعا إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية، وفق The New York Times.
فيما نرى شكوكاً في جدية الجانب الإسرائيلي في السعي للتوصل إلى اتفاق. حيث نقلت Axios عن مسؤولين إسرائيليين أنه من غير الواضح ما إذا التفويض الممنوح للوفد المفاوض قد يكون كافياً للتوصل إلى اتفاق، على الرغم من أنه قد يوفر المساحة لمفاوضات جدية.
حماس، التي رفضت المشاركة بشكل مباشر في مفاوضات جديدة وتمسكت بما قد طُرح سابقاً، شككت بدورها أيضاً بجدية إسرائيل في التفاوض وبقدرة أو رغبة الولايات المتحدة في الضغط للتوصل لاتفاق، وفق The Associated Press نقلاً عن أحد قادة حماس. فيما أن عرقلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لجهود التفاوض تأتي في محاولة لمنع وزراء أقصى اليمين المتطرق من اسقاط الحكومة لرفضهم وقف الحرب، وفق CNN.
في حين ان فشل المفاوضات اليوم في تحقيق أي اختراق جوهري، قد يبقي الباب مفتوحاً للمزيد من التصعيد متعدد الجبهات في الاقليم. هذا سيأتي مع ترقب رد إيران وحزب والله على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.