التحليل الاتي من رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
بقي اليورو مقابل الدولار يتداول في نطاق جانبي بين 1.0985 و1.1045. مع تجدد الزخم الصعودي خلال الساعات الأولى من اليوم الخميس وحتى صدور البيانات الأمريكية قبل قليل والتي قلبت الموازين. وكان المستوى التالي الذي يمكن أن يستهدفه السعر هو 1.1070. وكان ذلك بسبب استمرار تراجع الدولار الأمريكي بعد أن أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يوليو أن ضغوط الأسعار ظلت متماشية مع توقعات السوق. ويتداول مؤشر الدولار الأمريكي(DXY)، الآن بالقرب من مستوى 103.22 نقطة بعد بيانات التجزئة والبطالة الأمريكية قبل قليل.
وكان قد أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي أمس أن التضخم الشهري والتضخم الأساسي، الذي يستبعد المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، ارتفع بنسبة 0.2%، كما كان متوقعًا. وارتفع مؤشر أسعار المستهلك السنوي بوتيرة أبطأ بلغت 2.9% عن التقديرات وقراءة يونيو البالغة 3%. وفي نفس الفترة، تباطأ مؤشر أسعار المستهلك الأساسي إلى 3.2%، كما كان متوقعًا، من القراءة السابقة البالغة 3.3% .
واليوم صدرت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية وجاءت مرتفعة بـ 1.0% وهي أعلى من التقديرات التي كانت 0.4% بكثير ، وجاءت أرقام مبيعات التجزئة الاساسية كما كان متوقعاً عند 0.4% وهي أعلى من السابق عند 0.0%، كما صدرت أرقام معدلات الشكاوى من البطالة الأمريكية وجاءت بمقدار 227 ألف وهي اقل من المتوقع 236 ألف ، وعليه أعتقد أن هذه البيانات أظهرت مدى قوة الاقتصاد الامريكي وربما أنه بعيد عن الركود في الوقت الحالي وهو ما يتنافى مع توقعات الكثيرين ، ومن المنطقي أن تدعم هذه البيانات موقف الفيدرالي المتشدد بشأن الفائدة وتضعف توقعات خفض الفائدة قريباً.
ومن وجهة نظري لا يملك اقتصاد منطقة اليورو الكثير من البيانات في الوقت الحالي. كما أن انتعاش الاقتصاد الصيني لا يزال بعيد المنال أيضاً. ومع ذلك، فإن احتمالات تقارب الاقتصاد الأمريكي وأسعار الفائدة عند مستويات أدنى في بقية العالم تثبت أنها داعمة لزوج اليورو/الدولار الأمريكي . ويمكن ملاحظة ذلك في سوق خيارات النقد الأجنبي، حيث تحول سعر خيار شراء اليورو مقابل خيار بيع اليورو خلال فترة شهر واحد إلى إيجابي لأول مرة منذ فبراير 2022.
وأعتقد أنه حتى بعد انخفاض الزوج إلى 1.0950 بعد البيانات الأمريكية القوية اليوم أتوقع أن يحظى زوج اليورو/الدولار الأمريكي بدعم عند مستوى 1.0945، التي يمكن أن يرتد منها الزوج ليصعد إلى مستويات 1.110 مرة أخرى، ولكن بيانات أقوى عن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة قد تدفع الزوج للانخفاض نحو المستوى الرئيسي للطلب عند 1.0823 لذا نحذر من أن التقلبات المحققة في الزوج كانت هابطة بشكل استثنائي على مدى العامين الماضيين، وأن اختراقات المستويات الرئيسية مهمة لتأكيد اتجاه السعر في المدى القريب والمتوسط.
وفي ما يخص أسعار الفائدة، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوسيك بداية الأسبوع إن التطورات الأخيرة زادت من ثقة الفيدرالي في أن التضخم سيعود إلى 2%، لكنه يريد المزيد من الأدلة لدعم خفض أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يؤدي التباين في بيانات التضخم والبطالة في الولايات المتحدة إلى انتظار مسؤولي الفيدرالي أكثر للتأكد من أن التضخم في طريقه إلى المعدل المطلوب وهو 2%بوتيرة معقولة.
ومن رأيي بعد هذه التصريحات والبيانات القوية للتجزئة والبطالة ربما تتراجع توقعات السوق لقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل حاد في سبتمبر. وفي الوقت الحالي، تُسعرالسوق أن المتداولين يقدرون احتمالات بنسبة 41.5% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، انخفاضًا من 54.5%، قبل إصدار بيانات اليوم التي لازالت الأسواق تحاول استيعابها.ومن وجهة نظري ربما لن يخفض الفيدرالي الفائدة ابداً حتى نهاية العام أو بداية العام المقبل بغرض رؤية المزيد من البيانات المستقرة والتي تظهر انخفاض التضخم نحو هدفه بوتيرة منتظمة.
وفي الوقت نفسه كشفت بيانات اقتصاد منطقة اليورو أنه نما بنسبة 0.3٪ على أساس ربع سنوي في الربع الثاني مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. وعلى أساس سنوي، انتعش الاقتصاد بنسبة 0.6٪. وجاء كلا الرقمين متوافقين مع توقعات السوق وقد يعززان قوة اليورو في الأمد القريب.
ومن وجهة نظري، قد يكون الاتجاه الصعودي لنمو الناتج المحلي الإجمالي محدودًا خاصة وأن الأرقام الأخيرة خلقت شكوكًا حول قوة قطاع الخدمات، وتسببت بتوقعات ضعف نمو الناتج المحلي الإجمالي في بقية العام الحالي. وتتوقع الأسواق أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في سبتمبر لكن تبقى التوقعات الاقتصادية ضعيفة بعد أن ترك أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير في اجتماعه في يوليو
فمع تراجع الدولار الأمريكي الأخير، شهدت عائدات السندات الأمريكية لعشر سنوات انخفاضًا ملحوظًا. قبل صدور تقرير التضخم يوم أمس وبيانات التجزئة والبطالة اليوم، وكانت هناك توقعات بنسبة 54.5% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل. لكن اليوم، أعتقد أن السوق ستعيد تسعير هذه التوقعات، خاصة مع تراجع المخاوف من الحاجة إلى تشديد السياسة النقدية بشكل أوسع. فهذا الانخفاض في عوائد السندات يعكس التخفيف في التوقعات بشأن المزيد من رفع أسعار الفائدة، مما يعزز قيمة اليورو ويزيد من الطلب عليه. لكنه يقلص من توقعات خفض الفائدة أيضاً وهذا يضغط سلباً على الأسواق ويدعم قوة الدولار في المدى القريب والمتوسط.