الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٩ اغسطس ٢٠٢٤
عاد زوج اليورو/الدولار للتعافي بشكل ثابت ليصل إلى ما يزيد عن مستوى 1.1040 مع بداية تعاملات اليوم الاثنين، في محاولة للحفاظ على اتجاه صعودي معتدل. ومن رأيي كان للبيانات المشجعة التي صدرت الأسبوع الماضي عن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة وطلبات البطالة الأسبوعية تأثير قصير الأمد على الأسواق، حيث أعاد الدولار للارتفاع لكن لفترة وجيزة ولكن ليس بالقدر الكافي لاستعادة الدولار الأميركي بعض الزخم الصعودي القوي.
أيضاً من وجهة نظري تستغل العملة الأوروبية التوقعات حول احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، حيث تبقى 50 نقطة أساس متوقعة بنسبة 23%، وهو ما يمكن أن يضيق فجوة أسعار الفائدة بين الدولار واليورو.
ولم تتغير التوقعات حول احتمالات ابقاء الفائدة ثابتة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي بشكل كبير، ولكن على الرغم من ذلك، فإن التوقعات بشأن تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي تؤثر حاليًا على قوة الدولار وتجعله ضعيفاً، حيث من المتوقع صدور قرارات مماثلة من البنك المركزي الأوروبي ولن يكون هناك أي مفاجأة كبيرة من جانب البنك المركزي الأوروبي برأيي.
فعلى الرغم من أن اليورو تمكن من الثبات أعلى المستوى 1.10 إلا أنه من وجهة نظري يبقى ضمن نطاق التداول الطويل الأمد بين 1.0610 – 1.1040 مع إمكانية اختبار مستويات المقاومة التالية عند 1.1050 في المدى القصير.لكن أعتقد أنه لا تزال الشكوك قائمة بشأن قدرة اليورو على مواصلة الزخم الصعودي لفترة طويلة والبقاء بسهولة فوق مستوى 1.10 واختبار الارتفاعات التي سجلها خلال الأشهر القليلة الماضية بالقرب من مستوى 1.12 ذلك لأن الأسواق تخضع لتأثير البيانات المتقلبة بقوة ، والغير ثابتة في وتيرة محددة ومنتظمة، وتبقى أيضاً التوترات الجيوسياسية مؤثر ثانوي في الأسعار كون الدولار يعتبر أصل ملاذ آمن.
لذلك فإنني أفضّل الحفاظ على موقف محايد الآن لتداولات اليورو/ الدولار وعدم التسرع في شراء العملة الأميركية عند هذه المستويات حيث أن هناك احتمالاً آخر للصعود المتواضع للزوج مع وجود فرص جيدة بعد الخروج من منطقة التشبع الشرائي الحالية.
ومن ناحية أساسية لا يبدو لي جدول الأعمال على الأجندة الاقتصادية اليوم مهم نسبيًا، وأرى أنه إذ لم يكن هناك أي حدث مهم، مع تركيز الاهتمام على مسار أسواق الأسهم العالمية ، والذي أعتبره الداعم الرئيسي لصعود العملة الأوروبية في الأيام الأخيرة.
ويوم الجمعة المقبل سيراقب المتداولون والمستثمرون والأسواق بشكل عام باهتمام بالغ خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خاصة وأنه سيسبقه يوم الخميس بيانات المستهلك الخدمية والتصنيعية في الولايات المتحدة، مما سيوفر فرصة جيدة للحصول على المزيد من الإشارات حول تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة.
وفي هذا السياق لابد لي من التوضيح حيث قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي يوم أمس الأحد إن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة أعطتها “مزيدًا من الثقة” في أن التضخم تحت السيطرة، وأكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي أن مسؤولي البنك المركزي الأمريكي يجب أن يكونوا حذرين من إبقاء السياسة التقييدية ثابته لفترة أطول من اللازم. زأعتقد أن هذه التعليقات تمارس المزيد من ضغوط البيع على الدولار الأمريكي وتخلق قوة موازية لزوج اليورو/الدولار الأمريكي في المدى القريب.
والآن تنتظر الأسواق خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في البداية، وهو ما سيضع أسعار الفائدة الفيدرالية إلى 5.00 من 5.25%. وعلى الجانب الآخر ، يبقى اليورو قويًا برأيي حيث تتوقع الأسواق أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة تدريجيًا وغير محددة بوقت معين. وأكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في أحدث مؤتمر صحفي أن المسؤولين “لا يلتزمون مسبقًا بمسار سعر فائدة معين. وكان الإجماع على الالتزام بنهج يعتمد على البيانات ويعتمد على كل اجتماع على حدة” وهذا ما يجعل الحذر وعدم اليقين والتقلبات الحادة تسيطر على الأسواق في المدى القريب والمتوسط.
